فشل الحوار الإجتماعي.. النقابات تطالب"بالتجويد" والحكومة "القضية مدبرة"

كما كان متوقعا، إنسحب ممثلو المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية تباعا من الإجتماع المنعقد يوم الجمعة الماضي مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حيث فشلت الأطراف المجتمعة في الوصول الى حل توافقي يرضي ممثلي الطبقة الشغيلة.

ووفق معطيات حصلت عليها "بلبريس" فسعد الدين العثماني رئيس الحكومة، رفض بشكل كلي جميع المقترحات الجديدة للنقابات لتجويد العرض الثالث المقدم من طرف الحكومة الحالية لحسم الحوار الإجتماعي، حيث تتشبت النقابات بالزيادة المباشرة في الأجور، فيما ترى الحكومة بأن اوراشها الإجتماعية من صحة وتعليم سيستفيذ منها جميع شرائح المجتمع بما فيهم الموظفين.

وبررت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل انسحابها بكون "العرض الذي قدمه رئيس الحكومة، يفتقد للثقة، ولا يرقى في مخرجاته الهزيلة والإقصائية، والتمييزية، إلى مستوى الحوار الاجتماعي، وانتظارات الطبقة العاملة ومطالبها، ورفع الحيف الاجتماعي الذي لحقها منذ 2012 إلى اليوم".

وإتهمت المركزية النقابية، استمرار الحكومة في تعاطيها اللامسؤول مع الحركة النقابية ومطالب العمال"، محملة إياها "كامل المسؤولية في إفشال الحوار الاجتماعي، رغم المجهودات التي بذلتها وتبذلها الكونفدرالية بكل وعي ومسؤولية وحسٍّ وطني لإنجاحه".

وفي ذات السياق، كشفت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، عن "تشبث الحكومة بعرضها الهزيل والتمييزي فيمان بالمغرب يخص الزيادة في أجور الموظفين"، مشيرة إلى أن العثماني عرض زيادة 200 درهم ابتداء من فاتح يناير2019، و 100 درهم من فاتح يناير 2020، و100 درهم أخرى ابتداء من فاتح يناير 2021 واعتبرت النقابة أن "العرض الحكومي لا يشمل المطالب العادلة والمشروعة التي تقدم بها الاتحاد المغربي للشغل وفي مقدمتها الزيادة العامة في الأجور للقطاعين العام والخاص والتخفيض الضريبي".

من جهة ثانية، كشف مقربون من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بأن ممثلي المركزيات النقابية يصرون على زيادة انية في الأجور، رافضين جميع نقط العرض الثالث المقدم من طرف الحكومة، مشيرا بكون الموقف الاخير للنقابات هي فقط وسيلة للضغط على الحكومة، مؤكدا بأن تعليق النقابات للحوار هي خطوة دبرت مسبقا.

وأوضح ذات المصدر، بأن رئيس الحكومة يرى بأن جهات ما وراء الرفض المتواصل لممثلي المركزيات النقابية، مشيرا بكون أيادي خفية هي التي دفعت مهنيي النقل إلى شل حركة شاحنات النقل للضغط على الحكومة التي تتخوف من إرتفاع الأسعار.