لا شك أن زيارة، المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إلى كل من المغرب والجزائر وكذلك مخيمات تندوف، ستكشف بالملموس مدى ضعف قيادة "الرابوني" وكذلك الحروب الوهمية الذي يفتعلها انفصاليو الجبهة من أجل كسب أنظار المنتظم الدولي .
من جانبه قال نوفل البعمري، أن زيارة ستيفان دي ميستورا لا يجب تعليق الأمل عليها كثيرا، ولا اعتبارها خطوة في مسار حلحلة الملف استكشافية وأنها فقط لمختلف الأطراف.
ويضيف المتحدث أن زيارة المبعوث الأممي، "ستقف على تصلب الموقف الجزائري من النزاع وسيكتشف من خلالها ضعف و هامشية دور البوليساريو في النزاع".
وخلص المتحدث "زيارته لن تساهم في أي تقدم في الملف، و هو ما يطرح سؤالا كبيرا حول مسار النزاع ككل و إطاره القانوني المرجعي الذي يؤطر المسلسل ككل، هل لا زال صالحا للآن؟!".
ووصل صباح السبت المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، إلى مطار تندوف بالجزائر، حيث تتواجد مخيمات الرابوني، على متن طائرة اسبانية.
ومن المقرر أن يتجه ديمستورا إلى الجزائر ثم إلى موريتانيا، باعتبارهما أطرافا في هذا النزاع حسب ما تنص عليه خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، رغم محاولة الجزائر المتكررة نهج سياسة الهروب الى الامام .
وتأتي زيارة ديمتسورا الى المنطقة في سياق القطيعة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر ومحاولات النظام العسكري الحاكم بالجزائر التهرب من المسؤولية في خلق النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وإدامته ، وهو ما تؤكده أفعال وقرارات الكابرانات .
وأنفقت الجزائر خلال 46 عاما أكثر، من 375 مليار دولار في حرب الاستنزاف التي خاضتها ضد المغرب، بما في ذلك التمويل والتدريب والتسليح الكامل للبوليساريو على حساب تنميتها السوسيو-اقتصادية، حيث أن الجزائر تضع أجهزتها الدبلوماسية في خدمة أجندة واحدة، هي الصحراء المغربية الأمر الذي يدحض ادعاءاتها.
هذا ويقول ممثل جبهة بوليساريو في الأمم المتحدة سيدي محمد عمار في تصريح صحافي نقله التلفزيون الحكومي الجزائري إن ” دي ميستورا يزور المنطقة وهي تشهد حالة حرب مفتوحة بيننا وبين دولة الاحتلال المغربية منذ خرق وقف إطلاق النار في نونبر 2020 ما أعاد كل الجهود الأممية إلى نقطة الصفر”، حيث تعتبر الجبهة أن تدخل القوات المسلحة الملكية لتأمين معبر الكركرات خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار .
وقال “نحن سنستمع الى السيد دي ميستورا ونبلغه بكل وضوح موقفنا من العملية السلمية ومن آفاقها (…) ولو أننا لا نتوقع الكثير بحكم أنها أول زيارة وهي زيارة تواصلية”.
إلا أن هذه الإدعاءات لا شك أنها ستكشف في القريب، ولاسيما لعدم وجود الحرب "الوهمية" التي تتودد الجبهة، للترويج لها من قبل المنابر الإعلامية التابعة لـ"كابرانات" الجزائر.