مباحثات مكثفة بين مدريد والرباط لمراجعة شاملة للعلاقات الثنائية وعدم تكرار الأزمة

أفادت صحيفة “إلباييس” الإسبانية أن مدريد والرباط يتفاوضان على مراجعة شاملة لعلاقاتهما الثنائية، فإسبانيا لا تريد نهاية “زائفة” للأزمة، قد تؤدي إلى تكرارها في المستقبل.

ونقلت “إلباييس” عن مصادر دبلوماسية أنه وعلى عكس ما يبدو في الظاهر من كون الأزمة بين البلدين بلغت طريقا مسدودا، إلا أن هناك مفاوضات مكثفة تجري في الظل.

وأكدت الصحيفة الإسبانية أنه وبعد مرحلة كان فيها الاتصال بين البلدين يجري عبر وسطاء مثل المفوض السامي للاتحاد الأوروبي، أو أعضاء آخرين في المفوضية الأوروبية، تم إنشاء اتصالات مباشرة بين الرباط ومدريد.

وأوضح المصدر ذاته أن هذه الاتصالات والمفاوضات جرت من طرف السفير الإسباني بالرباط، ومساعدة وزير الخارجية الإسباني لشؤون المغرب العربي التي ودعت منصبها الثلاثاء الماضي، حيث أجرى كلاهما محادثات مع السفيرة المغربية بمدريد كريمة بنيعيش التي لا تزال تواصل الإشراف على العلاقات مع إسبانيا من الرباط.

وأضافت الصحيفة أن استنتاج الدبلوماسية الإسبانية كان هو عدم التعامل مع الأزمة على أنها حلقة منعزلة يجب حلها في أسرع وقت، بل تأتي في سياق بروز سلسلة من الخلافات بين البلدين، كان آخرها الهجرة الجماعية نحو مدينة سبتة.

لكن قبل ذلك كانت هناك عدد من الخلافات التي بدأت بإغلاق الجمارك التجارية لمدينة مليلية في يوليوز 2018 ، ومسألة الحدود البحرية المغربية في يناير 2020، ووصول حوالي 22 ألف مهاجر إلى جزر الكناري في ذلك العام، معظمهم من المغاربة، بزيادة 800٪ عن عام 2019.

ونقلت الصحيفة عن ذات المصادر الدبلوماسية أن إسبانيا متخوفة من إنهاء الأزمة بطريقة زائفة وتكرارها بعد فترة، لذلك اقترحت مراجعة شاملة للعلاقات الثنائية بغية توضيح مواقف الجانبين من مختلف القضايا الشائكة.

ومن بين الملفات التي تطرح بقوة في العلاقات بين البلدين، يوجد ملف سبتة ومليلية، وما إذا كانت إسبانيا ستراهن على التنمية بالمدينتين اعتمادا على العلاقات مع المغرب، أم من خلال تكثيف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

كما أن العلاقات بين البلدين ترتكز على عدة ملفات من بينها الاقتصاد والهجرة ومكافحة الإرهاب، إلا أن النقطة الشائكة في العلاقات الثنائية هي ملف الصحراء المغربية، إذ تسعى الرباط إلى فرض تغيير في موقف إسبانيا والاتحاد الأوروبي بعد اعتراف إدارة ترامب، في حين ترفض إسبانيا أي تغيير في موقفها وتشبثها بالحل الأممي للقضية، تضيف ذات المصادر الدبلوماسية.

وتعترف المصادر الدبلوماسية التي تحدثت لـ”إلباييس” بأن مثل هذا الاتفاق الطموح بين البلدين، والذي يعيد النظر في العلاقات الثنائية كلية، لن يكون سهلا، وستستغرق المفاوضات وقتا، وحتى إذا تمت زيارات وزير الخارجية الجديد للرباط والتي ينظر فيها هذه الأيام، فلن تكون النهاية الفعلية للأزمة، لكنها ستشكل خطوة في طريق استعادة الثقة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *