قال الدكتور ميلود بلقاضي، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن المغرب بلد ذو سيادة وسمو، ويعي جيدا ما يقوم به، ومواقفه واضحة في علاقاته مع الجزائر، وذلك على خلفية دعم المغرب لإستقلال منطقة القبايل.
وأضاف الدكتور بلقاضي في مرور تلفزيوني بقناة "RT"، أن قرار دعم المغرب للشعب القبائلي في نيل حقوقه لم يأتي من فراغ، بل جاء بعد تدخل وزير الخارجية الجزائري في شؤون المغرب امام اعضاء دول الانحياز عندما اعتبره دولة ''محتلة''، وأقر بحق تقرير المصير لم وصفهم بـ"الشعب الصحراوي".
وأكد بلقاضي، ان الفرق بين الجزائر والمغرب ،الجزائر يحكمها العسكر والمخابرات وليس لها رئيس دولة عكس ان المغرب يقوده ملك حكيم واستراتيجي، والعالم يشهد بحنكة ملك المغرب محمد السادس في تدبير الأزمات، مبرزا أن المغرب 45 سنة وهو يتحمل حماقات الجزائر ومناورات الجزائر، وتحرشات هذا البلد بالمغرب.
وأشار بلقاضي، إلى أن الجزائر لا تتوفر على أي سبب موضوعي للدفاع عن قضية لا تهمه، الصراع بين المغرب جبهة الانفصال "البوليساريو"، ولا دخل لدولة مثل الجزائر في هذا النزاع، لكن إذا عدنا للواقع نجد أن جبهة الانفصال تدعم من طرف الجزائر ومتواجدة على التراب الجزائري، فكيف تتنصل الجزائر من هاته المسؤولية؟
وشدد بلقاضي، على أنه "كأستاذ جامعي أدافع عن قضية مغربية صرفة، لكن أنتم تدافعون على كيان وهمي، لا وجود له إلا في مخيلتكم"، مضيفا "الشعب القبائلي لا يمكن وصفه بالإرهابي، بل البوليساريو هم الحركة الارهابية الحقيقة وذلك راجع للعديد من العوامل ".
وأبرز بلقاضي أنه في شهر يونيو أرسلت الجزائر شخص إرهابي إلى اسبانيا، وأدخلته بطريقة غير شرعية، وتكلفت بعلاجه، وأخرجته بطريقة سرية، ووقفت الجزائر في موقف مخجل مع إسبانيا في قضية سبتة ومليلية المحتلتين، بل إن الجزائر اعترضت على بيان جامعة الدول العربية الذي يدعم المغرب في الوقت الذي وقفت فيه دول الاتحاد مع اسبانيا
وعن استعمال المغرب لمصطلح "الشعب القبائلي"، و"النظام الجزائري المحتل"، يؤكد الدكتور بلقاضي، على أن الجزائر استعملت لمدة 45 سنة مصطلح "احتلال المغرب للصحراء"، لكن المغرب استعمل هذا المصطلح لمرة واحدة بعد تحليل عميق لما يقع للشعب القبايلي، من اضطهاد من طرف النظام الجزائري. ووقع ما وقع بالنظام الجزائري
واستطرد الدكتور بلقاضي، أن الملك محمد السادس في خطاب له سنة 2017 طالب الرئيس الجزائري بفتح الحدود بدون قيود وتشكيل لجن لحل الأزمة، وترك كل شيء للجزائر من أجل إيجاد حل، واستثناء قضية الصحراء المغربية من الحوار، وترك المفاوضات على طاولة الأمم المتحدة، لكن الجزائر لم ترد عن هذا الأمر.
وتابع الدكتور بلقاضي، أن المغرب لن يرد على مطالب الجزائر اليوم، لأنها بدورها لم تجب عن مطالب المغرب منذ 45 سنة، من النداءات المتكررة لحل الأزمة.
وشدد الدكتور ميلود بلقاضي، على أن الجزائر تحمي أكبر كيان إرهابي بالمنطقة، والمغرب اليوم نموذج في محاربة الإرهاب، وهذا باعتراف العالم، واليوم حان الوقت أن تحس الجزائر بدعمها للإرهاب والبوليساريو.
بلقاضي، في معرض حديثه، أكد على أنه إذا عادت الجزائر إلى رشدها في قضية دعمها لجبهة البوليساريو الإرهابية، فكل الأبواب مفتوحة لحل باقي المشاكل العالقة بين البلدين، على حد تعبير الدكتور بلقاضي.
واستطرد بلقاضي، أن الجزائر لا تعيش اليوم وسط نظام سياسي واضح المعالم، بل أن عصابة المخابرات، وجنرالات العسكر، هم من يحكومون جزائر اليوم، فالرئيس الجزائري لا سلط له ولا حول له ولا قوة، وعندما سيحكم الجزائر نظام مدني وديمقراطي، فسيكون هناك كلام اخر لحل الأزمة.