ماذا ينتظر خصوم الوحدة الترابية من الادارة الامركية وهنا الحديث عن الجزائر واسبانيا والمانيا ؟؟
هل ينتظرون ان يتراجع بايدن عن الاعتراف بمغربية الصحراء الذي أقرته الادارة الامريكية في عهد الرئيس السابق ترامب ؟ وهل يتوقعون أن تقف امريكا ضذ حقوق المملكة المغربية التاريخية على اقاليمنا الجنوبية ؟
هل تناقض امريكا نفسها محاباة لاعداء الوحدة الترابي المغربية ؟
ما معنى ان يقول الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الامريكية نيد برايس ان لا تغيير في الموقف الامريكي ، No Update ؟؟
وهو المعنى الذي عكسته اذاعة فرنسا الدولية RFI مؤخرا ، حين اوضحت ان نيد برايس اكد خلال ندوته الصحفية الاسبوعية " ان الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء يظل موقف الإدارة الامريكية للرئيس جو بايدن ، ولا تغيير مقارنة بقرار دونالد ترمب دعم الرباط في هذا الشان '
ومن ثمة ، فان معنى ودلالات التصريح الصادر عن اعلى مسؤول مختص في التواصل على مستوى السياسة الخارجية الامريكية ، ان القرار قد اتخذ على صعيد الدولة الامريكيةً وانتهى الكلام ، ولو كان هناك تغيير ما لبدت مؤشراته البارزة منذ تولي بايدن مقاليد الحكم .
وقد لاحظ المتتبعون للسياسة الامريكية ان جملة من القرارات كان قد اتخذها الرئيس السابق ترامب تم تجاوزها اليوم من طرف ساكن البيت الابيض الجديد ، الذي لم يتردد في اخذ مسافة من مجموعة من المواقف السابقة ، و يتعلق الأمر بقضايا ذات الصلة باتفاقيات المناخ وتخفيف الاجراءات الحدودية مع المكسيك و قضايا الهجرة والخروج من افغانستان و ملفات اخرى تتعلق بتبني مقاربة جديدة مع النزاع الفلسطيني الاسرائيلي و التعامل بأسلوب جديد مع ايران .!!
الواضح ، لكل ذي عقل راجح ان استمرار الادارة الامريكية الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه ، كان قرارا صادرا عن الدولة الامريكية ، وليس عن الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه جو بايدن، الامر الذي لا يتطلب ان يتم كل يوم تحيين هذا القرار فقط ارضاء لجهات تناصب المملكة العداء او جوابا على تعنتها و شطحاتها الابتزازية ، علما انه قرار لم يصدر الا في العاشر من شهر دجنبر من السنة الجارية !!
نتساءل، هل هناك جهة ما بامكانها ان تلزم دولة عظمى كأمريكا باصدار بلاغات لتؤكد في كل وقت قراراتها الاستراتجية على مستوى السياسة الخارجية ،؟؟
و على سبيل الافتراض ، من سيقف في وجه الدولة الامريكية اذا رغبت في مراجعة قرارها السالف الذكر لو وقع تحول ما في مواقفها الاستراتجية ؟
الأمر يتعلق فقط باوهام الحساد والحاقدين والحاملين لنوايا الشر ضذ المملكة المغربية ، فالحاسد يشتعل نارا في دواخله ولا يرتاح الا بزوال النعم عن المحسود !!
يغيظ هؤلاء المتربصين انً وزير خارجية المغرب السيد ناصر بوريطة يجالس وزير الخارجية الامريكي أنطوني بلنكن مجالسة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك اعتراف البيت الابيض بالمملكة كشريك اساسي في مناقشة الملفات الساخنة والحيوية في الشرق الاوسط وافريقيا ودول جنوب الصحراء .
امام هذه الفتوحات الدبلوماسية ، يغيظهم اكثر ان يشاهد العالم لقطة نادرة لرئيس الحكومة الاسبانية وهو يدخل في شبه مطاردة للرئيس الامريكي بايدن ، في محاولة يائسة لخطف لقطة سلام وتحية الى جانبه امام عدسات الكاميرا الدولية ، لكنه لم يلبث ان رجع بخفي حنين في مشهد دبلوماسي مشحون بالمهانة والاحتقار ، مسكون بكمية كبيرة من السخرية السوداء !!
ويؤلم الخصوم كثيرا ان ألمانيا الفيدرالية التي حاولت اقصاء المغرب من فعاليات الحوار الليبي , عادت الى محاولة تصحيح الوضع بعد ان ووجهت بالصرامة والجدية الضروريتين من الدبلوماسية المغربية ، وارسلت دعوة رسمية للخارجية المملكة لحضور لقاء كان قد خصص لتدارس الوضع الليبي ، غير ان المغرب رفض الاستجابة وامتنع عن حضور اشغال برلين البعيدة جدا وبكل المعايير عن سياقات وًخصوصيات الملف الليبي !!
و يتلظى هؤلاء المتنكرين في ازياء الخداع السياسي كون المغرب يحمل بين يديه ملف الارهاب الدولي وينزل بكل ثقله التكتيكي في تحالفه الاستراتيجي الى جانب الشريك الامريكي من أجل خدمة السلم و قيم التسامح والتعايش بين كافة الاديان في العالم .
وعندما صرح وزير الخارجية المغربي السيد بوريطة ان مغرب اليوم ليس هو مغرب الامس ، وان المغرب يرفض موقع التلميذ الذي ياخد الدروس من الاستاذ ، فانه كان ساعتها يعكس امام الجميع نمودج المغرب الجديد بحداثة توجهاته و عراقته التليدة ، والدي كان أول دولة في العالم اعترفت دبلوماسيا باستقلال امريكا ووقعت اقدم وأطول علاقة تعاون مشترك في 20 دحنير 1777 ، والتي صادق عليها الكونغريس الامريكي سنة 1787 ,
. وتبعا لذلكً كان من المنطقي قراءة هذا التصريح الهام في سياقاته التاريخية والسياسية التي تأخذ حاليا مسارات متسارعة من شانها ان ترسم موازين قوى جديدة بالمنطقة .
اذن من خلال قراءة متأنية في الموقف المغربي عموما وتصريحات الدبلوماسية المغربية ، يمكن التوقف عند المفاتيح التالية :
— ان المغرب له من المقومات ما يجعله قادرا على فرض الاحترام على الدول التي ماتزال تسعى لتمثيل ادوار انتهى زمنها منذ الحرب الباردة ، والتي مازالت تنظر بصورة فوقية الى الدول الاخرى التي تتبنى قيم ومبادىء التعامل الحضاري الرزين ،
— ان بلادنا لها من القدرة والاوراق ما يمكنها من الدفاع عن نفسها بالمفهوم الاقتصادي والتجاري وما يجعلها في موقع الندية لفرض خريطتها السيادية الترابية
والبحرية !!
— ان اسهام المغرب في المنظومة الدولية الى جانب الشريك الامريكي يبقى مكسبا حقيقيا للجانبين من شانه الدفع في اتجاه تطوير سبل التعايش في الشرق الاوسط بين كافة البلدان المعنية وتنشيط الادوار الاقتصادية بافريقيا ، باعتبار بلادنا بوابة جغرافية قرببة من اوروبا ومن التبادل الاقتصادي والثقافي تطل على واجهتين بحريتين وبحكم انها رافعة استراتيجية بإمكانها تسهيل الولوج الى مختلف الاسواق و تحريك عجلة الاستثمار بالقارة السمراء !!
اذن لا ينبغي لخصوم المغرب ان ينظروا الى المغرب بمنظار الامس ، فقد جرت تحت القنطرة مياه ومياه !!
ولا يمكن باي شكل من الاشكال ان نلقي نظرة على الفعل وردة الفعل في النزاع المغربي الاسباني والالماني دون ان نعثر على بصمات واضحة لقوة المواقف المغربية من حيث الاوراق الامنية والبدائل التجارية والاقتصادية في ظل الرؤية الاستشرافية لجلالة الملك محمد السادس ايده الله الذي اضحت الدبلوماسية المغربية في عهده ركنا ركينا من مقومات الدولة المغربية وعنوانا متقدما وفاعلا ومحترما في المحافل الدولية !!
الم يعد يشعر المواطن المغربي بالفخر وهو ينصت الى صوت المقارعة الحجة بالحجة في كل بقاع العالم حيث يناوشنا خصوم وحدتنا الترابية ؟؟
الا نحس بالاعتزاز امام ما تنجزه الدبلوماسية المغربية التي تعتمد اليوم مقاربات متفاعلة مع محيطها الجهوي والاقليمي والدولي وًمندمجة بصورة استباقية وشجاعة لا تركن الى الدفاع والانتظارية ؟؟
لقد سبق للملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه ان قال :
" ان المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها "
لذلك فان الاعداء سيقبعون طويلا في صف الانتظار .
لان المملكة التي تأسست منذ اكثر من 12 قرنا على البيعة بين القاعدة والقمة، ماضية بشعبها وملكها ومؤسساتها في تجذير الفعل التنموي سواء بالمناطق الجنوبية العزيزة أو باقي المدن المغربية الاخرى ومواصلة الجهود لتحصين البلاد وتمنيعها من خلال ترسيخ قيم الدمقراطية واحترام حقوق الانسان واعلاء شان الثقافة والمواطنة و تأصيل عشق الوطن !!
— محمد بوزفور —