لا ادري وانا اقرأ تصريحات الرئيس الجزائري تبون لجريدة le point الفرنسية كيف افكك الشفرة البسيكولوجية لهذا الرجل الذي تم وضعه ذات يوم من طرف اسياده الكبرانات على كرسي الرئاسة ؟؟
وهل يمكن ضمن قراءة متانية لمجمل خرحاته الهزلية ، الحديث عن فكر سياسي مريض ومعتل او عن شطحاتً بروباغاندا تميل للبلطجة أكثر منها الى صناعة البهتان تنزل بالجزائر الى أسفل سافلين في سلم الاعراف السياسة و في حظيرة المنتظم الدولي ؟؟
فبعد السناريو المتهلهل الذي تم نسجه من طرف الحينرالات الشائخة لتزوير هوية بطل الرسوم المتحركة المدعو ابراهيم غالي وتهريبه الى اسبانيا في واحدة من المشاهد الغرائبية التي ستدون في ارشيفات السياسة الركيكة للحكومة الجزائرية والاسبانية .. هاهو تبون الذي يبدو انه لم يشف بعد من الاسقام الكاذبة او الحقيقية التي حملته الى المستشفيات الالمانية ، يعود في حلقة جديدة من مسلسل الهذيان لينفث سمومه المزمنة اتجاه المغرب بأمية سياسية فاضحة و.تطاول رخيص .
ما المقصود اليوم بالترويج اعلاميا بانه لن يفتح ابدا الحدود مع المغرب ؟
السؤال يحيلنا على سؤال آخر : هل الحكومة المغربية اعلنت مؤخرا انها تريد فتح هذه الحدود ؟ هل جاء على لسان وزارة الخارجية المغربية او اي جهة رسمية اننا نتوسل ونستجدي العطف الجزايري ورضا تبون ليتكرم علينا بالافضال والنعم الحدودية ؟؟
بل ان المغرب الرسمي الرزين والعقلاني الذي لا ينساق وراء الانفعالات ، اكتفى برسالة " النخال “ وهي إحالة الى عبارة درج المغاربة على استعمالها في لهجتهم المحلية -( اعطيه النخال ) عندما يتعلق الامر بخصم غير شريف باني بسلوكات تافهة تبعث على الشفقة ولا تستحق اي انتباه !!!
وتبعا للسخافات التي وردت في كلام تبون , فان الرد جاء سريعا من المواطن المغربي بكافة شرائحه الاجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وكان بحمل رسالة حبلى بالاستهجان والانتصار للقيم الوطنية .
لقد مرت سنوات طويلة منذ ان تم اغلاق هذا المنفذ الحدودي ، حيث توارى خلف ذاكرة المغاربة موقع اسمه "زوج بغال " ، ليس لاننا نرفض التعاون والتبادل الاقتصادي مع الجيران والدول ، بل لان المغرب كون قتاعة واضحة حول طبيعة اخلاق عينة الحكام التي سلطت على الجزائر والتي تقوده كل يو م الى الحافة بعقلية الجهل المدقع ومشاعر ا لحقد المستحكم اتجاه المملكة المغربية !!
ولان بلادنا استطاعت منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس حفظه الله عرش اسلافه الميامين ان تؤسس لفعل تنموي مندمج ومتنوع الابعاد وطنيا وإفريقيا و مع شركاء اقتصاديين نافذين و متنوعين على الصعيد العالمي ، دونما حاجة الى الجارة الشرقية، فإن القافلة المغربية تسير قدما دون اكتراث بصدى النباح - نحو تحقيق اهدافها الاستراتيجية، متجنبة إنتاج ردود الفعل النزقة والنقاهة والضجيج كما يفعل جيران السوء !!!
والادهى من ذلك أن تبون لم يتوقف عند هذه الوساخة و هذا الهذيان ، بل بادر الى فبركة تصورات من الخيال العلمي وصدقها في ذات اللحظة ،، الم يقل لجريدة le point ان المغرب يعتدي يوميا على الجزائر ؟؟
نريد ان نعرف اين هي مظاهر هذا الاعتداء اليومي المزعومً ؟ هل المغرب استولى على تلمسان ودخلت جيوشه وهران ونحن مع العالم كله غافلون ؟؟؟
هل معنى الاعتداء اليومي هو استرجاع المغرب لوحدته الترابية وسيادته على اقاليمه الصحراوية بعد صدور حكم واضح من محكمة العدل الدولية وتنظيم المسيرة الخضراء وما واكبها من انزال للعلم الاسباني واعلاء للراية الوطنية بالعيون ؟
هل الاعتداء اليومي هو نجاح القوات المسلحة الملكية الباسلة في اجهاض محاولات تسلل افراد العصابة المأزومة الى داخل التراب المغربي وقصم ظهورهم بالكركرات ؟؟
هل الاعتداء اليومي هو التراجع المتصاعد لنسبة الدول التي سحبت اعترافها بالكيان الوهمي الانفصالي ؟؟
هل الاعتداء على الحزائر هو انهماك المغرب في تعزير قدراته الذاتية و تطوير الخطط التنموية والاجتماعية لتكريس تموقعه الافريقي والدولي كدولة صاعدة ؟؟؟
ثم هل تدرك الجزائر الرسمية ال وهي التي تلوك اسطوانة مشروخة في كل المحافل الدولية حول حيادها المزعوم في النزاع الاقليمي المختلق من طرف رحال العسكر الذين يقودون سفينتها المنحدرة نحو الغرق السياسي والاقتصادي ، ان من يناوش ويتآمر ويناصب المغرب العداء سرا و جهرا في كل الملتقيات الاقليمية والدولية ، ليس كائنات فضائية قادمة من كوكب المريخ او من كوكب زحل ؟؟
لعل تبون وهو يذرف دموع التماسح ويتشبث بدور الضحية امام الاعلام الفرنسي والراي العام الاوربي في محاولة فاشلة لقلب الحقائق وتقديم نفسه امام الشعب الجزائري بانه البطل الموعود الذي سيضرب وسينتقم اذا هاجمه المغرب ، كان بعتقد ان الدراما الجديدة التي تربع على بطولتها قد تنطلي على الراي العام المغربي والدولي !!
انه الهروب الى الامام في أبهى تجلياته كتب بحبر المهزلة والوهم والانحطاط الفكري ، فكيف يتشوف هذا الرجل الى طمس الحراك الداخلي الذي يتزعمه الشباب الجزائري ، و يسعى بكل إصرار الى تصدير ازمات النظام الاوليكارشي الى الخارج، بالترويج اعلاميا لأكاذيب وعنتريات تستهدف إلهاء الشعب الجزائري الشقيق عن مطالبه المشروعة في التمتع بالحقوق الاجتماعية والسياسية والانعتاق من ربقة الاستبداد العسكري ، معتقدا ان تصريحاته البهلوانية ستهز ثقة المغاربة في ثوابتهم الراسخة وفي مناعة المملكة ؟؟
ارمي بالسؤال مرة اخرى : هل يعتقد تبون ان ترهاته قد تصدق من الناس العقلاء ، عندما يقول انه يحترم الشعب المغربي ؟ ، هل ينسى المغاربة ان حكومة الجزائر قد أقدمت ذات يوم صادف عيد الاصحى من سنة 1975 على طرد وتشريد 358 الف مواطن مغربي، في خرق سافر لحقوق الانسان الكونية ، تعكس همجية العسكر وافلاس العقل السياسي الحاكم !!
الواقع ان تبون يردد اليوم امام الصحافة الفرنسية خطابات مستهلكة تؤرخ لمرحلة الحرب الباردة التي كانت مزدهرة عقب حرب الرمال بداية الستينات من القرن الماضي، التي ما زالت كوابيسها تقض مضجع الكبرانات لحد اليوم ، ، وهي خطابات الازمة والمأزق التي بعيشها النظام المتهالك الذي يراهن اليوم عبر نافذة الصحافة الاجنبية ،على الفصل بين الشعب المغربي والعرش الذي يستمد شرعيته من روابط البيعة الخالدة ومن التصاقه بجذور الهوية المغربية التليدة.
فالمملكة المغربية ليست دولة هجينة خلقت بالامس القريب ضمن معلبات التقسيمات الاستعمارية ، بل هي أعرق ملكية ضاربة في عمق التاريخ لآكثر من 12 قرن !!
ولم يقف الغثيان الصادر عن اعلى منصب رسمي بالجزائر عند هذا الحد ، بعد انه ادعى ان معركته اليوم مع النظام الملكي وليست مع الشعب المغربي ، في محاولة بليدة منه للفصل بين مكونات معادلة تاريخية متأصلة وضاربة في اعماق الموروث الحضاري المغربي المنيعة عن اي اختراق ، و هو بذلك يتجاهل ان المغرب قوي بشعبه وان الملكية راسخة بإجماع وبالتفاف الشعب حول رمزيتها وامتدادها المادي واليومي فيي حياة المواطنين وتحسين اوضاعهم و صيانة الحقوق الفردية والجماعية والذود عن حرمة الوطن !!
انها خرجة اعلامية ساخرة تثير القرف وليس الدهشة ، تفصح عن مكين العداء للمملكة المغربية ، وهو شعور كان ومايزال معطى هيكليا في السياسة الجزائرية اتجاه بلادنا ، وثابتا من الثوابت في استراتجيتها الخارجية وتصوراتها الاقتصادية - ان وجدت - خصوصا
على مستوى القارة الافريقية .
ومن ثمة ، فان مكر الماكرين وتكالب الاسبان مع جنرالات الجزائر لابد ان يزيدنا ايمانا وتعلقا بثوابتنا الوطنية لإجهاض الخطط والدسائس التي تحاك بالليل والنهار اتجاه وحدتنا الترابية -، لان مناعتنا تكمن في وحدة الصف الوطني بكافة اطيافه الذي تكسر على جدرانه اوهام المتربصين .. و تكمن في مواصلة دينامية التنمية البشرية والاجتماعية وربح رهانات العصر والحداثة !!
مرة اخرى للتوضيح اللغوي لمن يعنيهم الامر : هناك “ “النخال" بالدارجة وهو موقف من الأشخاص والاحداث ، والمنخل بالفصحى / هو الالة ذات الثقوب الدقيقة لغربلة الدقيق Tamis ، ثم النخالة بالدارجة اي المادة المتبقية بعد الغربلة ، وطبعا هناك الناخل والمنخول !!!!
اذن المواطن المغربي هو الذي يجيب :
عاش المغرب .. عاش الملك ..
محمد بوزفور الخبير الامني