على ضوء انتصارات مغربية وانتكاسات جزائرية..مجلس الأمن يعقد جلسة حول الصحراء المغربية

في الوقت الذي تحشد فيه الجزائر الغرقة في مشاكلها الداخلية، إعلامها وإعلام صنيعتها البوليساريو؛ للترويج لحرب متخيلة تدور رحاها بين الجيش المغربي والمليشيات الانفصالية بالجدار الأمني، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول هذه القضية المفتعلة والتي يناهز عمرها نصف قرن من الزمن.
وأعلنت دولة فييتنام، الجمعة، عن جدول أعمال مجلس الأمن الدولي الذي تشغل رئاسته في أبريل الجاري، خلفا للولايات المتحدة الأمريكية التي ترأست المجلس في شهر مارس الماضي.
وفي جدول أعمال مجلس الأمن الدول، برمجت جلسة حول نزاع الصحراء المغربية، يوم الأربعاء القادم؛ وهي جلسة افتراضية عبر تقنية التحادث المرئي، بسبب حالة الطوارىء الصحية التي فرضتها جائحة كورونا على العالم.
وتأتي الجلسة تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2494 الصادر في أكتوبر 2020، والذي ينص على ضرورة إحاطة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن الدولي بمستجدات القضية الصحراوية؛ في أي وقت يراه مناسبا أو في غضون ستة أشهر.
وستشهد الجلسة إحاطة عن بعثة المينورسو بالصحراء، والحالة والتقدم المحرز في المفاوضات بين طرفي النزاع، والتحديات التي تواجه عمليات المينورسو والخطوات المتخذة لمعالجتها.
وسيقدم الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس، إحاطة لأعضاء مجلس الأمن الدولي يتطرق فيها لجهوده لتعيين مبعوث أممي جديد خلفا للمستقيل منذ سنتين هورست كوهلر، والسبل الكفيلة بإعادة إحياء العملية السياسية لنزاع الصحراء، فضلا عن جهود بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “المينورسو” في حفظ الإستقرار والأمن على ضوء إعلان جبهة البوليساريو الانفصالية، تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويتزامن الإعلان عن جدول أعمال مجلس الأمن الدولي وتحديد تاريخ جلسة المجلس حول الصحراء، بالتزامن والإعلان عن ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس لوزير الخارجية البرتغالي الاسبق الإشتراكي لويس آمادو، خلفًا لكوهلر كمبعوث شخصي بالصحراء.

صمت بايدن والموقف الأمريكي بشأن الصحراء المغربية

جلسة مجلس الأمن هذه، هي الأولى بعد اعتراف رئيس الولايات المتحدة السابق، دونالد ترامب، بالسيادة المغربية على الصحراء، وهي خطوة أعطت نصرًا ديبلوماسيًا للرباط.
وفي الوقت الحالي، تتزامن الجلسة مع الموقف الضبابي لجو بايدن في اتخاذ أي خطوات أخرى بشأن هذه القضية, وان كانت كل المؤشرات تدل ان بايدن سيؤكد قرار ترامب وهو الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء.
ترامب في الـ10 من دجنبر الماضي، إبان اعترافه بمغربية الصحراء، قال إن “دولة صحراوية مستقلة ليست خيارًا واقعيًا” ومنح المغرب انتصارًا أبدى الملك محمد السادس “امتنانه العميق” له.
وإلى حدود اللحظة، لم تصدر إدارة بايدن بيانًا واضحًا بشأن هذا الأمر، على الرغم من أن القضية تشهد حراكًا ديبلوماسيًا على الأرض يتمثل في فتح قنصليات وسفارات في مدن العيون والداخلة.

تحركات مغربية قبيل الجلسة

الأربعاء الماضي، أجرى نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية، سيرجي فيرشينين، مباحثات مطولة مع سفير المملكة المغربية في موسكو لطفي بوشعرة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، أن اللقاء يأتي بطلب من السفير المغربي، حيث شكل مناسبة لتبادل متعمق لوجهات النظر حول القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، مع التركيز على مسألة تسوية قضية الصحراء.
وأكدت الخارجية الروسية خلال اللقاء، أن الوصول لتسوية عادلة ومستدامة للنزاع “لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الوسائل السياسية على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
وشددت خارجية موسكو على “وجوب وأهمية التعيين المبكر لمبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة، وإحراز تقدم في استئناف المفاوضات بين الطرفين”.
وأشارت في بيانها إلى أن الإجتماع “شهد تقديم تقييمات عالية عامة لدور بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المينورسو ومساهمتها في الإستقرار بالمنطقة”.
السفير المغربي بروسيا، لطفي بوشعرة، شدد على “انخراط المملكة المغربية بشكل إيجابي في الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة للبحث عن حل سياسي عادل دائم ومقبول لنزاع الصحراء، وفقا لمبادرة الحكم الذاتي بإعتباره حلا جادًا وذو مصداقية”.
وأكد بوشعرة دعم الرباط “لمساعي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لتعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة”.
وتسعى المملكة المغربية من خلال اللقاء مع الروس إلى التخفيف من حِدة لهجة روسيا فيما يخص نزاع الصحراء على مستوى مجلس الأمن الدولي، وتليين موقفها من النزاع، وذلك في ظل إمعانها في محاباة الجزائر وأطروحتها بالصحراء؛ كردة فعل على تحكم الولايات المتحدة الأمريكية في الملف وإعترافها بسيادة المغرب على الصحراء.
من جهة أخرى، أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الجمعة، مباحثات هاتفية جمعته بوزير الخارجية الفيتنامي، بوي تانه سون.
وتناولت المحادثات الهاتفية العلاقات الثنائية المغربية الفييتنامية، والسبل الكفيلة بترقيتها وتعزيز التعاون المشترك بينهما؛ في شتى المجالات وتنسيق المواقف السياسية بين البلدين فيما يخص القضايا الإستراتيجية.
وتأتي المباحثات الهاتفية بين كبير الديبلوماسية المغربية ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الفييتنامي، قبل عقد جلسة المجلس حول قضية الصحراء.
ويسعى الطرف المغربي من خلال المباحثات؛ تطويق أي مناورات قد تستهدف الوحدة الترابية للمملكة المغربية على مستوى مجلس الأمن، وإحاطة دولة فييتنام حول تصورها من ملف الصحراء، القاضي بإنخراطها ودعمها لجهود الأمم المتحدة لحلحلة الملف انطلاقا من مبادرة الحكم الذاتي الحادة وذات المصداقية.

دور فرنسا

لعبت فرنسا تاريخيًا دورًا رئيسيًا في النزاع  المفتعل حول الصحراء المغربية، لدعمها الصريح لقضية المغرب الوطنية الاولى.
ومثل ترامب، تدافع باريس أيضًا عن موقف الرباط، رغم أنها اضطرت في الأيام الأخيرة إلى مواجهة جدل تورط فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأعلن الحزب الفرنسي الحاكم، عن افتتاح مكتب له في مدينة الداخلة، ما قوبل بانتقادات من طرف البوليساريو الانفصالية.
وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية للشؤون الأ المفتعل وروبية، كليمنت بيون، هذا الأسبوع أمام الجمعية الوطنية أن فتح المكتب بالداخلة “مبادرة تتخذ محليًا”.
واضاف ان “موقف فرنسا من هذه القضية الحساسة للغاية لا يغير شيئا”، مشيرًا إلى دعم باريس الصريح لبعثة المينورسو والدعوة الى تعيين مبعوث خاص جديد للامم المتحدة.

غياب مبعوث أممي للصحراء

وتأتي جلسة مجلس الأمن، في ظل شغور منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء.
وكان ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أوضح في الاحاطة الاعلامية اليومية للامم المتحدة “أن البحث عن شخصية مناسبة لتولي منصب مبعوث شخصي أممي إلى الصحراء، لا يزال متواصلا “.
وفي رده على استفسار بشأن تأخر تعيين مبعوث جديد خلفا لهورست كوهلر، قال أن “الأمر يتعلق بشكل خاص بصعوبة العثور على الشخص المناسب لتولي هذه المهمة”.
وأثيرت مسألة المبعوث الأممي إلى الصحراء، خلال الاجتماع الافتراضي الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن والامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
ودعا بلينكن، الامين العام الاممي ، إلى “الإسراع في تعيين مبعوثه الشخصي”، وجدد دعم بلاده لاستئناف المفاوضات السياسية حول الصحراء.
جدير بالذكر أن جلسة مجلس الأمن حول الصحراء، تأتي في ظل انتصارات ديبلوماسية على الأرض، تكمن في فتح تمثيليات ديبلوماسية بالصحراء، وهي موزعة بين العيون 11 تمثيلية، والداخلة عشر تمثيليات.
ومنذ بداية العام الماضي، تم افتتاح قنصليات جامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا وبوركينا فاسو وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي ومؤخرا قنصلية للسنغال في الداخلة.

اذا سيعقد مجلس الامن الدولي  دورته المقبلة حول الصحراء المغربية ، والمغرب في وضعية قوية بعد اعتراف الادارة الامريكية بمغربية الصحراء وفتح العشرات من القنصليات بالداخلة والعيون وقرب فتح قنصلية فرنسية بالداخلة، عكس انتكاسات الجزائر التي تتحسر على قرب نهاية البوليساريو التي تستعملها كورقة لتصفية ازماتها الداخلية والضغط على المغرب القوة الصاعدة بشمال افريقيا.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *