قالوا نهاية حكم بوتفليقة في الجزائر وبداية عهدة جديدة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عهدة مشرقة للشعب الجزائري وكذلك لجيران الجزائر خاصة المغرب، لكن سرعان ما ظهر من يصطادون في الماء العكر ومن يعيشون على أزمات الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري يلدغون من هنا وهناك أحيانا عبر قنوات إعلامية وأحيانا عبر خرجات رسمية تفتقد للحس الدبلوماسي والاحساس بالمسؤولية وتؤجج لحرب لا توجد إلا في مخيلة من كانوا ضحايا الحرب الباردة.
البوليساريوا حركة مسلحة هاجمت المغرب من فوق التراب الجزائري خلال نهاية السبعينات وثمانينيات القرن الماضي وبسلاح جزائري والرصاص جزائري والإعلام جزائري والدبلوماسية جزائرية فهل يوجد أخ شقيق يقوم بهذا نوع تجاه أخيه التاريخي؟ وهل يمكن تحمل كل هذا من طرف المغرب في إطار الصبر على الجار ولو جار؟ وهل سينفذ صبر المغرب يوما؟ خاصة أن البوليساريو اليوم تهدد بإطلاق نار السلاح الجزائري في الهواء وتدعي سقوطه في منطقة المحبس المغربية ونقول انه لايزال الرصاص الجزائري يصدر من الجزائر ويسقط فوق التراب الجزائري الى حدود كتابة هذا المقال.
في جميع حروب العالم لا يوجد منتصر ولا مهزوم لكن توجد تابعات اقتصادية ضخمة ويوجد عدد كبير من الضحايا أغلبهم من الفقراء لكن لماذا البوليساريو تصر على أنها تقصف المغرب؟ في حين لو تكلمت الرمال الجزائرية لكشفت كم من قذيفة جزائرية سقطت عليها من أيادي البوليساريو ومعها تسقط أموال الشعب الجزائري التي يحتاجها في توفير خدمات صحية وبنية تحتية توازي تضحيات بلد المليون ونصف المليون شهيد. المغرب بجيشه وبصحراوييه المغاربة يؤكدون جميعا عدم صحة قصف البوليساريو للمغرب ويمدون يد العقلانية الى الجزائر رغم مرارة التهديد والضغط على الأعصاب امام استفزازات من يحركهم جنرالات الجزائر.
البوليساريوا تجاوزت الخمسون بيانا شبه عسكري حتى الحرب العالمية الثانية لم تصل الى خمسين بيانا، ولو كان قصف البوليساريو للمغرب “بالطباشير” وليس بالرصاص ومعه اكثر من خمسين بيانا لكانت النتائج على الأرض ملموسة فما أدراك الصواريخ والقذائف الوهمية!
البوليساريو تبحث عن دعاية تمررها على محتجزين في مخيمات تيندوف الذين كشفت لهم التكنولوجيا والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كشفت لهم واقعهم المرير ومستقبلهم الضائع والحقيقة الواقعية في الصحراء المغربية و بقية العالم وان أسطوانة الانفصال التي تردد عليهم باتت غير قابلة للتنفيذ في عصر الاتحاد وتكوين الأمم.
الأمم المتحدة تدعوا المغرب والبوليساريو الى ان يصلوا الى حل عادل للطرفين وبشكل سلمي تفاوضي لحل الخلاف لكن جنرالات الجزائر ركبوا رؤوسهم ورفضوا الاستماع الى ضميرهم والى حقوق شعبين شقيقين الشعب المغربي والجزائري اللذان تضيع حقوقهما الاجتماعية والاقتصادية والأخوية بسبب نزاع مفتعل، كما ان جنرالات الجزائر الذين يدعون نصرة القضايا العادلة لم يتجرؤوا يوما على استضافة أي حركة مسلحة تطالب بالتحرر أو الانفصال سواء من فلسطين أو من دولة أخرى تعاني من الاحتلال لكنهم يحتضنون حركة مسلحة في واضح النهار ويدعمونها بالسلاح ضد المغرب!!
صبر المغرب ينفذ يوما بعد أخر بعد 45 عاما من مشكلة صنيعة جنرالات الجزائر، والجماعات الإرهابية تكبر يوما بعد أخر في شمال مالي وجنوب ليبيا والمتضرر من ذلك هم موريتانيا والجزائر والمغرب ، وجائحة كورونا تحاصر الدول العظمى فما أدراك دول العالم الثالث ولو استمرت الجائحة تطول ستصبح بعض الدول مثل المقاولات الفاشلة التي يعلن مديرها عن الإفلاس وفجاءة يرى الموظفون ( الشعوب) أنفسهم أمام فقدان الوظيفة و فيصبح لا مجال لهم إلا التكافل والتعاون بسبب المصير المشترك.
جائحة كورونا تفرض اليوم قبل الغد على المغرب والجزائر الاتحاد وتعاون الاقتصادي والأمني وبناء تعاون متكامل وتجاوز الهفوات التاريخية, انظروا الى فرنسا اليوم هي وألمانيا تاريخ من الدماء في الحرب العالمية الثانية واليوم هما دولتان تشكلان عصب وشريان الاتحاد الأوروبي.
رسالتي من هذا المقال الى جنرالات الجزائر راجعوا أوراقكم بهدوء وابحثوا عن حل للبوليساريو ليس على حساب وحدة المملكة المغربية وأراضيها أو التزموا الحياد واتركوا الأمر للأمم المتحدة شريطة ان يكون حيادكم بإعادة سلاحكم العسكري الى ثكناته او توجيهه لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة أما المغرب فهو جار وحق الجار على الجار الاحترام فما أدراك عندما يكون الجار أخ وشقيق. قال الشعبين المغربي والجزائري “خاوة خاوة” فهل سيقولها جنرالات الجزائر يوما ونرى عودة المياه الى مجاريها كما شاهدنا بين قطر والسعودية…