اثارت صورة الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي ادريس لشكربعضو المكتب السياسي ووزير العدل محمد بنعبدالقادر، بالهرهورة اليومالجمعة وفي اول يوم من السنة الجديدة 2021 الكثير من القراءات والتاويلات، حتى ان بعض الاتحاديين وصفوا هذه الصورة للشكر ولبنعبد القادر بصورة ”صفقة” الهرهورة.
الصورة حملت بين طياتها مجموعة من المؤشرات والدلالات والرسائل لعل أبرزها عودة الدفئ بين لشكر وبنعبد القادر، والتاكيدعلى ان الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي المقبل لن يخرج عن دائرة الشخصين ، وان كانت الحظوظ تميل اكثر لبنعبد القادر وفق شروط سيحددها لشكر .
مؤشرات الصورة :
تحمل صورة لشكر وبنعبد القادر عدة مؤشرات من اهمها انها تشير الى عودة الدفئ والتفاهم بين الشخصين بعد ظهور مجموعة من الاختلافات بين الكاتب الوطني للحزب وكذلك وزير الإدارة العمومية سابقا، ووزير العدل حاليا، وتؤكد بعض المصادر الاتحادية ان صورة اليوم هي مؤشر دال على نوعية العلاقة التي تربط اليوم لشكر مع بنعبد القادر، والتي تطبعها الأخوة والصداقة والثقة أكثر من أي وقت مضى .
دلالات مكان وزمن الصورة:
عقد هذا اللقاء بالهرهورة وهي المكان المعروف بهدوءه وبرمزيته يحمل دلالات عميقة وهي ان كل من الزعيمين اختارا مكانا هادئا لعقد جلسة اخوية في مقهى معروف باحتواء لقاءات واجتماعات هامة بين السياسيين المغاربة
بعيدا عن صخب الرباط وهو ما يعني ان للامكنة دلالة في عالم السياسة وعند السياسين لكون اختيار الامكنة عند السياسيين ليس بالاعتباطي او العفوي بل تتحكم فيه معايير براكماتية محضة ،وهو ما نقوله ايضاعن زمن الجلسة حيث ان تم يوم الجمعة لما لهذا اليوم من دلالالة دينية ورمزية وقدسية عند المغاربة ، يوم الجمعة الذي تزامن مع اول يوم من السنة الجديدة وهو ما يعني ان الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر دشن اول يوم من سنة 2021 بلقاء احد صقور الحزب والوزير الاتحادي الوحيد بالحكومة الاتحادية والمرشح الاكثر لقيادة الحزب وعليه، فادريس لشكر من خلال لقائه اليوم بنعبد القادر فيه عدة رسائل الى كل الاتحاديين مفادها رغبة لشكر في جعل سنة 2021 سنة المبادرات وتذويب الخلافات
والاتفاق على خطة لتقوية الحزب في افق الانتخابات المقبلة على اساس تدبير الاختلاف وجعل مصالح الحزب / المؤسسة هو الاساس وليس مصالح الاشخاص.
دلالات الصورة :
تؤكد نظريات العلوم السياسية ان الصورة هي ابلغ واعمق من الخطاب والكلمة في المجال السياسي، وهو ما تدل عليه صورة لشكر وبنعبدالقادر التي بدا فيها الكاتب الاول لشكر ضاحكا وبنعبد القادر مرتاحا وهو ما يدل على ان اللقاء كان وديا واخويا ساده الاحترام والارتياح وتبادل الثقة والتوافق والاتفاق على المبادئ الكبرى موضوع الجلسة .انها صورة مليئة بالدلالات الى من يهمهم الامر على ان لشكر وبنعبد القادر لهما رغبة في جعل السنة الجديدة سنة حزب الاتحاد الاشتراكي الذي اصبح حزبا بدون قواعد وان التفاهم بين لشكر وبنعبد القادر كما تعبر عنه الصورة المنشورة اليوم بالهرهورة يؤسس لمحطة جديدة تحدد خارطة طريق الحزب في وقت تلمح فيه مصادر نية بنعبد القادر الترشح لقيادة الحزب في المؤتمر الحادي عشر المقبل لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث يعد من أبرز الوجوه لخلافة لشكر في الولاية القادمة وهي رغبة لشكر نفسه لانه اكثر الشخصيات الاتحادية المقربة اليه وهو ما يفسر تعيين بنعبد القادر ابن لشكر مديرا لديوانه.
على كل صورة لشكر وبنعبدالقادر اليوم الجمعة وفي اليوم الاول من السنة الجديدة 2021 وبالهرهورة تحمل بين طياتها عدة مؤشرات ودلالات ورسائل لكل الاتحاديين مفادها انه سيكون لهذه الجلسة وصورتها ما بعدهما خصوصا عند فاعلين اتحاديين اخرين ما زالوا يفضلون الصمت والترقب قبل الدخول في المعادلة الانتخابية على قيادة الحزب الذين يرون بان لا لشكر او بنعبد القادر قادران على قيادة الحزب مستقبلا في ظل السياق الصعب الذي يمر به المغرب