تشاور وتنسيق سياسي..الثابت والمتحول في العلاقات الثنائية المغربية - الإماراتية -فيديو وصور-

يرتبط البلدان بعلاقات متميزة، أرسى دعائمها صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقوّى عُراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وكل من أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الامارات وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الامارات العربية المتحدة.

وبفضل هذه الرعاية السامية، شهدت العلاقات المغربية الإماراتية، خلال العشرية الأخيرة، تطورا كبيرا ونوعيا، ترجمته الزيارات الرسمية المتبادلة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وإخوانه أصحاب السمو في القيادة الإمارتية، وهو ما يعكس بوضوح التطلع المشترك للبلدين إلى الرقي بعلاقات التعاون الثنائي إلى مستوى شراكة استراتيجية نموذجية ومتعددة الأبعاد.

وتعتبر العلاقات السياسية المغربية الإماراتية متميزة وراسخة، قائمة على تعزيز التشاور والتنسيق السياسي إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي المحافل الدولية.

1) تبادل مواقف الدعم في القضايا المصيرية:
- دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة على مساندة المغرب في كل قضاياه، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، وذلك داخل منظمة الأمم المتحدة وفي إطار الشراكات الجهوية. وفي هذا السياق، جدد الجانب الاماراتي في محضر الدورة الخامسة للجنة المشتركة بين البلدين (أبو ظبي،21-22 ماي 2018) التأكيد على "...موقفه الداعم لمغربية الصحراء، وأن أي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل لا يمكن أن يكون إلا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية".
من جهتها، تدعم بلادنا موقف دولة الإمارات العربية المتحدة في موقفها بشأن احتلال إيران للجزر الثلاث أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.

-يعد قرار دولة الامارات العربية المتحدة افتتاح قنصلية عامة لها بمدينة العيون لبنة جديدة من لبنات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.

-2) التعاون الثنائي:
- هناك عدة آليات للتعاون، أبرزها اللجنة العليا لمشتركة المنشئة بموجب اتفاق سنة 1985، التي عقدت دورتها الخامسة للجنة العليا المشتركة يومي 21 و22 مايو 2018 في ابوظبي برئاسة وزيري خارجية البلدين. كما عقدت الدورة الثانية للجنة القنصلية في شهر نوفمبر 2019 بالرباط.
- يتكون الإطار القانوني للتعاون من 95 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي.
ومن أهم هذه الاتفاقيات، اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، واتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين، واتفاقية تشجيـع وحماية الاستثمارات الموقعة سنة 2004، واتفاقية تفادي الازدواج الضريبي ومنع التهرب الجبائي، بالإضافة إلى مجموعة من الاتفاقيات الأخرى التي تشمل العديد من المجالات.
وتؤطر هذه الأوفاق مسارات التعاون الثنائي في شتى المجالات: الاقتصادية والتجارية والمالية والقضائية والثقافية والتربوية والأمنية والعسكرية والسياحية والبرلمانية...إلخ.

3) دعم المشاريع التنموية:
- ساهم صندوق أبوظبي للتنمية منذ سنة 1976، في تمويل 81 مشروعا في مناطق مختلفة بالمغرب بقيمة9 مليار درهم إماراتي (5.5 مليار درهم على شكل منح حكومية، و3.5 مليار درهم إماراتي على شكل قروض ميسرة)، وذلك في قطاعات النقل والمواصلات (20.5 %)، والصناعة (%1,4)، والإسكان (%21,9)، والخدمات الاجتماعية والصحية (%27,4)، والكهرباء والمياه (%9,6)، والفلاحة (%8,2)، ومشاريع تنموية (%11).

الاستثمارات الإماراتية:

- تأتي الاستثمارات والتمويلات المباشرة الإماراتية بالمغرب في المرتبة الأولى عربيا، كما أصبحت تتصدر الاستثمار الأجنبي في سوق الأسهم المغربية بقيمة سوقية تناهز 88.9 مليار درهم (9.36 مليار دولار)، بزيادة 1.6%، وأصبحت الاستثمارات الإماراتية تمثل حصة 47 % من إجمالي الاستثمارات الخارجية في الأسهم المغربية المدرجة في البورصة.
- بلغت الاستثمارات الإماراتية المباشرة في المغرب 2.79 مليار درهم سنة 2018، وما يناهز 2 مليار و441 مليون درهم مغربي سنة 2019، ومليار 300 مليون درهم في النصف الأول من السنة الجارية.
-تعتبر الإمارات أول مستثمر عربي في المغرب بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ 15 مليار دولار، وذلك من خلال 20 مؤسسة وشركة عاملة في قطاعات العقار والسياحة والفلاحة والصناعة والصحة.
ومن أهم الاستثمارات الإماراتية الاستراتيجية في بلادنا، في السنوات الأخيرة، شركة "اتصالات" الإماراتية، التي تملك 53% من رأسمال شركة "اتصالات المغرب".
-الشركة المغربية الإماراتية للتنمية(SOMED)، أنشئت سنة 1982.  وهي شركة قابضة خاصة ذات رأسمال يبلغ 950مليون درهم، ومن بين المساهمين في رأسمالها الصندوق المهني المغربي للتقاعد CIMR، كما تستثمر في مجالات الصناعة المعدنية والتجارة والعقار والفندقة.

4) التبادل التجاري:
بلغ مجموع واردات المغرب من الإمارات سنة 2019، 6974.6 مليون درهم(مغربي) فيما بلغت الصادرات إلى الإمارات 585.9مليون درهم من بينها 29.1 مليون درهم كصادرات من السيارات السياحية.
أهم المواد المصدرة: الحوامض والسيارات السياحية والملابس الجاهزة ومصبرات الأسماك والأحذية والأثواب والمنسوجات القطنية وغيرها.
أهم المواد المستوردة: الغاز والبترول ومشتقاتهما، وخام الكبريت، وزيوت المحركات، ومواد نصف مصنعة مختلفة، والأجهزة السمعية البصرية، وأنسجة من الألياف الاصطناعية، ومواد استهلاكية مصنعة مختلفة.

5) الجالية المغربية:
يبلغ عدد أفراد لجالية المغربية المقيمة في دولة الإمارات أكثر من 56 ألف فردا، يشتغلون بقطاعات مختلفة كالفندقة والبنوك والديكور والتدريس والطيران...

6) التعاون الثقافي والعلمي والسياحي:
تمثلت أبرز الأنشطة التي كانت في هذه المجالات في السنتين الأخيرتين:
- تنظيم الفعالية الثقافية " المغرب في أبوظبي" في الفترة من 17 إلى 30 أبريل 2019، للسنة الرابعة على التوالي، للتعريف بالموروث الثقافي الوطني وفن العيش المغربي، وذلك تحت الرعاية سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
- إنشاء البلدان لصندوق إماراتي مغربي لإحياء التراث الإسلامي، تتولى لجنة مشتركة، برئاسة وزيري الشؤون الإسلامية والأوقاف بالبلدين، الإشراف عليه ووضع البرامج التنفيذية لتحقيق أغراضه.

بقيت الإشارة في الختام إلى أنه في المجال التربوي والتعليمي، تحتضن أبوظبي، منذ سنة 2009، صرحا تعليميا مغربيا يتثمل في فرع لجامعة محمد الخامس بأبوظبي، وفرع لها في إمارة عجمان.