*فاطمة الزهراء أخانة
قالت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة التنمية أمينة ماء العينين إن "أهم التحولات التي تعرفها المجتمعات المعاصرة ومنها مجتمعنا، هو الانتقال الى العالم الذي نسميه افتراضيا في الوقت الذي لم يعد كذلك، بل صار عالما واقعيا بمواصفات جديدة تحتاج الى أدوات تحليل جديدة".
وأشارت ماء العنين إلى أن "أهم ما يمكن استنتاجه من هجرة الناس لمواقع التواصل الاجتماعي والمكوث فيها طويلا حيث يتشكل الوعي وتبنى المواقف، هو هذا النزوع للهدم أكثر منه للإيجابية والبناء" مضيفة أنه حتى في المعارك التي قد تبدو نبيلة في جوهرها قبل انفلاتها تحت وطئة العنف الذي يتحول تدريجيا الى سيكولوجيا جماعية تبتلع كل شيء، ويفقد الناس قدرتهم على اتخاذ مواقف مختلفة مخافة العقاب الجماعي الذي يتحول في لحظة، من التعبير عن الاختلاف الى الضرب المفضي الى القتل.
وتابعت النائبة البرلمانية القول "لا تحتاج مواقع التواصل الاجتماعي الى تقنين زجري بالقانون، فهذه المقاربة لا تفعل أكثر من تعميق الاحتقان والشعور بالإقصاء، ما نحتاجه هو فعل تأطيري جاد يستثمر بإيجابية في هذا التحول بدل التفكير في إعاقته".
وأوضحت المتحدثة ذاتها أن" بعض الأنظمة التعليمية المتقدمة، شرعت في برمجة حصص للأطفال واليافعين لتوجيه انخراطهم في مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف التطبيقات التواصلية، لأنهم يقضون هناك أكثر مما يقضونه داخل الأسر والفصول الدراسية" مضيفة "وترافق الأسر أطفالها في الشارع وتراقب حركتهم خارج البيت خوفا عليهم، لكنها تعجز عن مرافقتهم في عالم أخطر وأقل أمنا، عالم يجب أن نتوقف عن تسميته "افتراضيا".
وأشارت آمنة إلى أن "إصلاح منظومتنا التعليمية يجب أن يشمل ادماج تكنولوجيا الاتصال الحديثة، ويجب أن يدمج برامج لمصاحبة الطلاب في تفاعلهم مع مواقع التواصل الاجتماعي، كما يجب أن ينتبه البالغون إلى أن حضورهم وتفاعلهم ونشاطهم في هذه المواقع، هو مصدر إيحاء لأجيال جديدة".
وخلصت القيادية بحزب المصباح بالقول أن" أهم ما يحتاجه مجتمعنا هو الإيجابية ونفس البناء، ولازلت مؤمنة أن حس النقد وحرية التعبير والإختلاف والتميز، أركان أساسية في البناء، لكنها تحتاج الى من يكرسها برهانات حقيقية تتجاوز الأشخاص وتتخلص من الأحقاد وتحتكم للعقل".
*صحفية متدربة