واهم من يعتقد بأن البادية المغربية أصبحت بمعزل عن المدينة ومايدور بالساحة الوطنية والعالمية كذلك، حيث ظهرت لأول مرة الات متطورة لتعقيم الازقة والطرقات إلى جانب الالات المعتادة في نقل المياه ورش المبيدات الحشرية والتي تعتمد على “الجرار” لتحريكها وتشغيلها.
كما قامت السلطة المحلية واعوانها ورجال الدرك الملكي، بزيارة الدواوير والقرى نهارا وليلا، لحت الساكنة على البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، مع منع التجمعات سواء داخل المنازل او الحقول، فيما ثم تغييب منع التجول بالغابات نظرا لمعاناتها منذ سنوات من الجفاف وتضرر الغطاء النباتي.
وضاعفت جائحة كورونا، الصعوبات التي يعيشها ساكنة البوادي والدواوير البعيدة، خاصة التي تعتمد على الأسواق الاسبوعية لبيع ماشيتها والحصول على مبلغ مالي يكفي لإقتناء المستلزمات الضرورية ناهيك عن الادوية واشياء اخرى، حيث أضحت أمال المواطنين تنتظر بما ستجود به الحكومة من مساعدات، بعد جفاف الأرض.
“محمد أرويج” أحد قاطني المناطق النائية بإقليم تارودانت، أفاذ في اتصال هاتفي مع “بلبريس” بأن الحياة بالبادية المغربية خلال السنوات الاخيرة، تغيرت بشكل كبير، حيث زاد إعتماد القروييين على المدينة للعيش وليس لتلبية الإحتياجات، بفعل التغيرات المناخية المتتالية وقلة التساقطات المطرية.
المصدر ذاته، شدد بأن القرويين ينتظرون كذلك الحكومة وإجراءاتها كما يترقبها، مشددا بأن التأثيرات الاقتصادية لكورونا بدأت تظهر منذ ايام، حيث ثم توقيف العديد من الشركات المتخصصة لتلفيف الخضر والحوامض والفواكه والتي تنشط بضواحي بعض المدن، وتشكل لقمة عيش لالاف الاسر بفعل تفشي فيروس كورونا واعلان بعض الدول غلق حدودها.
وأوضح المصدر ذاته، بأن حركة التجارة الداخلية هي الاخرى تأثرت بتوقف النقل وتقييده، مشيرا بأن توفير المواد الغذائية بالمتاجر والاسواق، لايكفي للتخفيف من أثار الجائحة والجفاف، مضيفا بأن قاطني المدن ينتظرون إجراءات الحكومة فيما القرويون ينتظرون تدابير الحكومة لمساعدتهم وإنقاذ ماشيتهم من الجوع والعطش، خاصة وفصل الصيف على الابواب بعد شهور جافة.