اصدرت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الجمعة تحذيرا عاجلا لمواطنيها المتواجدين في مالي، داعية اياهم الى مغادرة البلاد “بشكل مؤقت وباسرع ما يمكن” عن طريق الرحلات الجوية المتاحة، في ظل تصاعد خطير للتهديدات الامنية.
وحذرت الوزارة من ان الطرق الرئيسية في الاراضي المالية باتت “هدفا مباشرا لهجمات تنفذها تنظيمات ارهابية”، مما يجعل التنقل البري محفوفا بمخاطر جسيمة لا يمكن السيطرة عليها.
وجاء في البيان الرسمي للخارجية الفرنسية ان هذه التوصية تاتي استجابة للتدهور المتسارع في الوضع الامني بمالي، حيث جددت باريس نصيحتها السابقة بعدم التوجه الى هذا البلد الافريقي “تحت اي ظرف من الظروف”.
واوضحت الوزارة ان “الظروف الامنية الراهنة لا تتيح امكانية ضمان سلامة التنقل عبر الطرق البرية، سواء داخل الاراضي المالية او عند عبور الحدود”، مشددة على اهمية اتخاذ اقصى الاحتياطات الامنية.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، ادلى المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية باسكال كونفافرو بتصريحات لافتة، قال فيها ان “خيار السلطات العسكرية في مالي بالاستعانة بروسيا والميليشيات المسلحة التابعة لها في مواجهة التنظيمات المتشددة قد باء بالفشل الذريع”.
واضاف كونفافرو ان “التواجد الروسي في مالي لا يوفر باي شكل من الاشكال الامن والحماية للشعب المالي”، في اشارة واضحة الى الدور المثير للجدل لمجموعة فاغنر الروسية في البلاد.
وكشف المسؤول الفرنسي ان باريس “ترصد بقلق شديد التطورات الامنية المتلاحقة في مالي”، مؤكدا في الوقت ذاته ان فرنسا ماضية في التعاون والتنسيق مع حلفائها على المستويين الاقليمي والدولي لمواجهة الارهاب المتنامي في منطقة الساحل الافريقي.