في مثل هذا اليوم من عام 2006، اهتزت أرجاء العراق والعالم العربي على وقع خبر إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قضية الدجيل.
18 عامًا مرت، وما زال هذا الحدث يثير الجدل والنقاش حتى يومنا هذا. يرى البعض أنه كان عقابًا عادلًا على جرائمه، بينما يرى آخرون أنه كان انتقامًا سياسيًا.
في هذا التقرير، نغوص في تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم، ونستمع إلى روايات من شاركوا في هذا الحدث أو تأثروا به وخفايا قبل يوم الإعدام.
محاولات تهريب صدام من السجن
كانت هناك محاولة لتهريب صدام من السجن من قبل الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي، وفق القاضي منير حداد ، ونشرت المعارضة الليبية وثائق بهذا الخصوص بعد الإطاحة بالقذافي، كما أكدت مستشارة القذافي اعطاء البعثيين ملايين الدولارات لتهريب صدام، وقالت إنهم تسلّموا الأموال لكن لم يفعلوا شيئاً.
وأشار حداد، في هذا الصدد، إلى أن القذافي تنبأ في خطابه بإحدى القمم العربية بألاَّ يفرحوا بإعدام صدام لأن مصير رؤساء العرب سيكون مشابهاً لمصير صدام، وفعلاً هذا الذي حصل.
ولم تكن هذه المحاولة الوحيدة لتهريب قادة النظام السابق - كما يؤكد حداد - حيث كانت هناك محاولة لتهريب عبد حمود (السكرتير الخاص لصدام)، من قبل أحد الموظفين بصفقة 25 مليون دولار.
عملية الفجر الأحمر
عملية "الفجر الأحمر" هي عملية استخباراتية أمريكية للقبض على صدام حسين وهي العملية العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة. كان ذلك في 13 ديسمبر 2003 بقضاء الدور في محافظة صلاح الدين.
وكان صدام حسين قد توارى عن الأنظار بعد فترة وجيزة من غزو العراق عام 2003، ووصفه الجيش الأميركي بأنه "الهدف رقم واحد الأعلى قيمة"، وبدأت إحدى أكبر عمليات البحث في التاريخ.
وعُثر على صدام حسين مختبئاً في ملجأ صغير تحت الأرض في شمال الدور في الساعة 20:30 بالتوقيت المحلي العراقي وأٌلقي القبض عليه من دون مقاومة.
وكان خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع سابقاً عن الرئيس الراحل، كشف في لقاء متلفز عن أبرز ما سمعه من صدام حسين في سجنه وأثناء محاكمته، وقال إن صدام حسين لم يكن مختبئاً في حفرة كما أشيع، إنما في ملجأ محصن يحتمي فيه من القصف.
وأضاف أن مريم الريس (مستشارة سابقة لرئاسة الحكومة العراقية) وموفق الربيعي (مستشار الأمن القومي سابقاً في العراق) هما من قاما بتصوير عملية الإعدام.
لحظة الإعدام:
في 30 ديسمبر 2006، نُقل صدام حسين من سجنه إلى سجن الكاظمية ببغداد، حيث نُفذ حكم الإعدام شنقًا بحضور عدد من المسؤولين العراقيين والأمريكيين.
بثت عملية الإعدام مباشرة على التلفزيون العراقي، وشاهدها ملايين الأشخاص حول العالم. رفض صدام حسين ارتداء القناع الأسود قبل الإعدام، وطلب منه قراءة الفاتحة.
رواية القاضي منير حداد:
القاضي منير حداد، الذي أشرف على تنفيذ الحكم، روى تفاصيل ذلك اليوم في مقابلات صحفية لاحقة.
أكد حداد أن صدام حسين كان هادئًا خلال عملية الإعدام، ولم يبدِ أي مقاومة. كما كشف أن صدام حسين طلب منه أن يُدفن في مدينة تكريت، مسقط رأسه.
رأي حيدر اللامي:
حيدر اللامي، القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، اعتبر أن إعدام صدام حسين كان ثأرًا للشعب العراقي من جرائمه.
وقال اللامي إن صدام حسين كان مسؤولاً عن مقتل مئات الآلاف من العراقيين، وكان من الضروري أن ينال عقابه العادل.
خالد شاتي: منعطف تاريخي:
خالد شاتي، الباحث والأكاديمي، رأى أن إعدام صدام حسين كان منعطفًا تاريخيًا كبيراً في القصاص من طاغية العراق.
وقال شاتي إن إعدام صدام حسين أرسل رسالة قوية إلى جميع الطغاة بأنهم لن يفلتوا من العقاب.
رغد صدام حسين: انتقاد الولايات المتحدة وإيران:
رغد صدام حسين، ابنة الرئيس الراحل، انتقدت الولايات المتحدة وإيران، ودعت إلى عدم السماح لأي "عميل مأجور" بأن يُعامل على أنه بطل تاريخي.
وقالت رغد صدام حسين إن والدها كان شهيدًا للدفاع عن العراق والأمة العربية، وإن إعدامه كان جريمة ضد الإنسانية.
التأثير على العراق:
أثار إعدام صدام حسين انقسامًا عميقًا في المجتمع العراقي. اعتبره البعض نهاية عهد من الظلم والقهر، بينما رأى آخرون أنه زاد من حدة الانقسامات الطائفية في البلاد.
ما زال إعدام صدام حسين موضوعًا مثيرًا للجدل في العراق والعالم العربي. يرى البعض أنه كان ضروريًا وعادلاً، بينما يرى آخرون أنه كان ظلمًا وانتقامًا.