فشلت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الجمعة، في تمرير قرار أمام مجلس الأمن ، يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة؛ بعد استخدام كل من الصين وروسيا حق النقض ضد المشروع الأمريكي.
كما يستعد مجلس الأمن غدا السبت 23 مارس، للتصويت على مشروع قرار جزائري، يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار، وفقا للتصور الإسرائيلي الأمريكي.
ويأتي هذا الفشل، بعد شهر من إشهار الفيتو الأمريكي، ضد المشروع الذي قدمته الجزائر في 20 فبراير، حول الوقف الفوري لإطلاق النار، بالإضافة إلى ثلاث مشاريع اَخرى.
حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إقرار قرار شكلي، يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار، دون أن يقترن بترتيب المسؤولية ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
فضلا عن أن مشروع القرار الأمريكي، لا يتضمن عبارات صريحة حول وقف إطلاق النار بشكل مستدام، والاقتصار على وقف إطلاق النار من أجل إيصال المساعدات؛ وتمرير قرار في شكل صفقة لصالح إسرائيل.
بالإضافة إلى تخفيف المعاناة، والدعوة إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بشكل أحادي؛ وهو ما يخدم المصالح الإسرائيلية، دون مراعاة الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وفي هذا الإطار، إتهم السفير الروسي بمجلس الأمن، الولايات المتحدة الأمريكية بالنفاق؛ وأن المشروع يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل، من أجل شن عمليات ضد الفلسطينيين ومواصلة الإبادة وفقا لأخبار الأمم المتحدة.
وهو ما أكده نظيره الصيني بأن الولايات المتحدة الأمريكية، تحاول التهرب دائما من القضية الجوهرية، وهي وقف إطلاق النار بشكل مستدام، دون أن يكون قصير المدى، ومقترن بشروط.
وقد حصل القرار الأمريكي على 11 صوتا مؤيدا، وثلاثة أصوات معارضة شملت الجزائر، ثم روسيا والصين اللتين استخدمتا الفيتو؛ فيما امتنعت غيانا عن التصويت.
ويأتي فشل مجلس الأمن، بعدما دخلت الحرب يومها 167، وسقوط أكثر من 32000 قتيل في مجازر تسائل الإنسانية جمعاء؛ دون القدرة على وقف إطلاق النار، مع السماح في استمرار عملية تطهير غزة من الفلسطينيين.
كما أن غزو رفح لا يزال مطروحا على الطاولة، رغم الاحتجاجات الدولية؛ إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متشبت بخطته الجرمية لشن اجتياح بري لرفح جنوب قطاع غزة المحاصرة.
ومن المنتظر أن يصوت مجلس الأمن غدا السبت على مشروع القرار، والذي يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة بحسب "وكالة فرانس برس"؛ حيث تقوده الجزائر.
غير أن المشروع الجزائري احتفظ بنفس المطالب التي تضمنها المشروع الأمريكي؛ حيث يتضمن الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الإسرائيل، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
كما يتضمن وقفا مؤقتا فوريا لإطلاق النار خلال شهر رمضان، في أفق وقف دائم ومستدام لإطلاق النار؛ وهو ما يؤشر على القبول الأمريكي، كون أنه مواتي لتطلعات الإسرائيليين.