"الجزائر تنهج "ديبلوماسية البصل"مع موريتانيا
في محاولة لها لمحاكاة التحركات السياسية والدبلوماسية المغربية على الساحة الإفريقية تحاول الجزائر ونظامها العسكري لعب أوراق جديدة لمحاصرة الأدوار المغربية المتنامية في الساحة الإفريقية.
ودخل نظام الجزائري على خط ما بات يُعرف إعلاميا بـ "الأزمة الجمركية" الصامتة بين المغرب وموريتانيا، والمترتّبة عن إقدام هذه الأخيرة على رفع تسعيرة الضرائب المستحقة للجمارك لأكثر من الضعفين، مُعلنة فتح باب التصدير صوب الأراضي الموريتانية بما يزيد عن 25 طنا من البصل الأحمر، الذي يُعد على رأس قائمة صادرات المغرب منذ عقود إلى موريتانيا.
فبعدما جرب سلاح النفط والغاز مع أوروبا، ها هو اليوم يوظف “دبلوماسية البصل ” من أجل إعادة إحياء المشروع الانفصالي في الصحراء المغربية، حيث أقدم على إرسال أطنان من البصل إلى موريتانيا تزامنا مع ما وصف بـ”الأزمة الجمركية” مع المغرب. كما قدم هبة إلى كينيا على شكل أسمدة فلاحية؛ فيما اعتبره متتبعون “تقليدا أعمى” للاستراتيجية المغربية في القارة السمراء ومحاولات لكبح تنامي دعم مغربية الصحراء بين دولها.
الجزائر لم تقف عند هذا الحد بل عملت على تصدير 25 طنا من البصل إلى نواكشوط وجعلته حدثا اقتصاديا استثنائيا لدرجة أن “ بليل بلقاسم “ مدير التجارة وترقية الصادرات اعتبر أن هذه الشحنة من البصل تندرج في إطار تنويع الاقتصاد خارج المحروقات، وأنها جاءت لتترجم توجهات السياسة “ الرشيدة “ للدولة في مجال ترقية وتشجيع الاستثمارات متناسيا أن الشعب الجزائري يجد صعوبة كبيرة في الحصول على البصل داخل الاسواق الجزائرية .
من جهته، صرح مسعودي نوي، مسير الشركة الخاصة المصدرة لشحنة البصل الأحمر نحو دولة موريتانيا، أن "المؤسسة تعتزم تصدير 405 طنا من البصل الأحمر نحو دول بنغلاديش وسريلانكا والهند خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية"، مشيرا إلى أن "البصل المصدّر تم اقتناؤه من فلاحين مستثمرين بصحراء النمامشة أقصى جنوب بلدية بابار بخنشلة، وأن القيمة المالية للشحنات المزمع تصديرها خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية تفوق 429 ألف دولار".
وتُراهن الجزائر، وفق تصريحات مسؤوليها على هذه الخطوة، من أجل تحقيق "قفزة نوعية في مجال ترقية التجارة الخارجية بين الجزائر ودول الجوار بما يعزز العلاقات الاقتصادية للجزائر مع الخارج"، ما يفرض تدخّل الحكومة المغربية من جانبها، وفي إطار علاقاتها "الجيدة" مع الجار الجنوبي لحلحلة المشكل الجمركي في الحدود مع نظيرتها الموريتانية.