كتاب President cambrioleur ''الرئيس السارق" للكاتبة كورين الحايك يقدم واحدة من أكثر التحقيقات إثارة حول إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية. في هذا الكتاب السياسي المثير، تقدم الكاتبة قصة مثيرة تستكشف فيها كواليس السلطة المظلمة والأسرار التي تحيط بالرئاسة. تجمع الحايك بين التشويق والغموض والأسلوب اللاذع، وتقدم لنا رؤية مثيرة للحياة السياسية لإيمانويل ماكرون.
يشتكي إيمانويل ماكرون كثيرًا من عدم فهمه بقوله دائما : ''الفرنسيون لا يعرفون من أنا،" وهذا الكتاب هو تحقيق نقدي في جوهر شخصيته، ومساره، وأسلوبه في الحكم حيث تم بناء الرئيس الثامن للجمهورية الخامسة على الانتهاك الشخصي والعائلي والسياسي.
تقول مؤلفة الكتاب كورين الحايك يمكن أن تثير جرأته وشجاعته وميله للمخاطرة الإعجاب، كما يمكن أن يكون هذا الرئيس السارق محط إعجابنا أكثر مما نحبه و نعتب عليه أكثر مما نكرهه. شغفه بالإغراء يلقي بظلال من الشك على أصالته، إنه رجل التناقضات فهو يتحول كالحرباء حسب الظروف الذي يجد نفسه فيها، فمتى يكون صادقًا حقًا؟ حيث أن اثنان من الأزمات الاستثنائية ، السترات الصفراء ، ثم كوفيد-19 ، كشفت عن تقلبات في فترة رئاسته و عبرت عن النقائص التي يحاول سدها دون إنكار نواياه الأصلية ، و دون الاعتراف بأنه يكون مفاجأ ، دائمًا في تبرير ما يحدث، لأن الأزمات تعتبر قاضٍ لا يرحم و التي تأكد فيها ضعف هذا الرئيس والتي تكمن في الصعوبة اتي واجهته في حل الأزمات، فهذه الأخيرة قدمت له مسرحًا حيث ازدهرت طبيعته المسرحية، لأنه لا يوجد شيء عادي في مهنة الرئيس ، فالكثير من الأنا ضروري لممارسة السياسة ، على شرط أن تكون هناك فعالية للبلد.
في آن واحد ، هي قصة من الداخل ، سيرة ذاتية ، وصورة ، يروي هذا الكتاب قصة الرئيس، بحيث يقرب الشعب من حقيقة رجل دائما ما يغلق خصوصيته، كون معظم أبطال هذه القصة، وافقوا على تجسيدها في طابع رومانسي : إيمانويل ماكرون ، بريجيت ماكرون ، أقرباؤهم ، السلطة ، وجميع الذين التقوا ، وقاتلوا ، وواجهوا هذا الرئيس غير العادي، يمكن وصفهم بالمغرورين و الخائبين.
كواليس الرئاسة تحت الأضواء:
يقدم كتاب "الرئيس السارق" نظرة مثيرة إلى كواليس رئاسة إيمانويل ماكرون، بحيث تكتشف القصة في سياق يواجه فيه الرئيس تحديات سياسية وأحداث محيرة. تدعونا كورين الحايك لاكتشاف التحديات التي يواجهها ماكرون، وألعاب السلطة التي يشارك فيها، والقوى المظلمة التي تسعى للتأثير على ولايته. كما تكشف الكاتبة عن صورة معقدة للرئيس، كاشفة كذلك عن التوترات والتحديات التي ترافق مهمته.
أسرار السلطة:
كشفت الكاتبة في كتاب"الرئيس السارق" كواليس رئاسة إيمانويل ماكرون، مسلطة الضوء على المنافسات الداخلية والتأثيرات والمؤامرات السياسية التي تحيط بزعيم الدولة. تنقلنا إلى عالم حيث تتداخل المصالح الشخصية مع مصالح الأمة، و حيث تعد السياسة لعبة معقدة يتم حساب كل حركة فيها بعناية فائقة. تطرح الحايك تساؤلات حول العلاقة بين السلطة والفساد، وتفحص عن كثب التحديات التي يواجهها القادة السياسيون الحديثون. في قلب قصة "الرئيس السارق"، يهز سرقة غامضة رئاسة إيمانويل ماكرون بحيث تكشف هذه السرقة معلومات حساسة ومحرجة بالنسبة للرئيس، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تشكك في سلطته ومصداقيته. تترتب على ذلك التحقيق الذي يستكشف أعماق السياسة الفرنسية، مسلطًا الضوء على المنافسات والخيانات والتلاعبات التي تحيط بالسلطة الرئاسية.
قراءة جذابة ومثيرة للجدل:
يثير كتاب "الرئيس السارق" الاهتمام والجدل لأنه يقدم وجهة نظر عن حياة إيمانويل ماكرون حيث يبرز الكتاب أجواء السياسة الأكثر ظلامًا، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها عمل خيالي، و يدعو القراء إلى التفكير في تعقيد السلطة وكيف يمكن أن يتأثر الزعماء بقوى مظلمة. يأسر أسلوب الحايك القارئ ويحثه على تساؤل حول مفهومه للواقع السياسي. عندما يتابع القراء خطى إيمانويل ماكرون في "الرئيس السارق"، يتم غمرهم في عالم يمكن أن تتأثر فيه القرارات السياسية بالمصالح الشخصية، كما يساعد التحقيق الذي تقوم به الكاتبة في فهم الواقع والتحديات التي يواجهها الرئيس الفرنسي.
أخيرًا، يجدر بالذكر أن كتاب"الرئيس السارق" يقدم تحقيقًا مثيرًا حول إيمانويل ماكرون، باستخدام قوة الخيال لاستكشاف أسرار الرئاسة، حيث تنقل كورين الحايك القراء إلى عالم سياسي مضطرب، تكثر فيه المؤامرات والأسرار. يقدم الكتاب رحلة جذابة إلى كواليس السياسة الفرنسية، كما يمكن اعتباره كتابا ملهما لأولئك الذين يهتمون بالحياة السياسية والأسرار المحيطة بالرؤساء، و سواء كنت توافق أو تختلف مع الرؤية المقدمة، فإن هذا الكتاب المثير هو دعوة للتفكير في طبيعة السلطة وتداعياتها.