لبنان: 6 قتلى بإطلاق نار على مظاهرة أعقبتها اشتباكات مسلّحة

قُتل 6 أشخاص على الأقل وأصيب 32 بجروح، جرّاء إطلاق نار قناصة على مظاهرة تطالب بتنحية المحقّق العدلي بانفجار مرفأ بيروت، طارق بيطار، في منطقة الطيونة في العاصمة بيروت، صباح اليوم الخميس، في حين أعلنت الرئاسة اللبنانية متابعتها للتطورات الأمنية مع رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والداخلية. واتّهمت حركتا حزب الله وأمل في بيان مشترك مجموعات من "حزب القوات" بأنها انتشرت على أسطح بنايات، ومارست القنص المباشر، بهدف القتل المتعمّد.

وتحولت مستديرة الطيونة، على بعد عشرات الأمتار من قصر العدل، حيث مكتب بيطار، إلى ساحة حرب شهدت إطلاق رصاص كثيف، وقذائف ثقيلة وانتشار قناصة على أسطح أبنية، رغم تواجد وحدات الجيش وتنفيذها انتشارا في المنطقة، التي تعد من خطوط التماس السابقة خلال الحرب الأهلية التي نشبت بين عامي 1975 و1990.

وبدأ إطلاق النار بشكل مفاجئ خلال تجمع عشرات المتظاهرين من مناصري حزب الله وحركة أمل أمام قصر العدل.

وأعلن وزير الداخلية، بسام مولوي خلال مؤتمر صحافي عن معلومات عن مقتل ستة أشخاص، فيما تحدث الصليب الأحمر اللبناني عن سقوط خمسة قتلى وإصابة 30 شخصاً آخرين.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت "جمعية الرسالة للإسعاف الصحي" عن "استشهاد مواطنة في منزلها في الطيونة بعد إصابتها بطلقة في رأسها". كما أعلن عن مقتل أحد أنصار "حركة أمل" خلال المظاهرة، بعد إطلاق النار صوبها.

وذكر بيان لحزب الله وحركة أمل أن "الاعتداء على التظاهرة في الطيونة من قبل مجموعات مسلحة ومنظمة يهدف إلى جر البلد لفتنة مقصودة"، وأضاف أنه "ندعو جميع الأنصار والمحازبين إلى الهدوء وعدم الانجرار إلى الفتنة الخبيثة... هذا الاعتداء يتحمل مسؤوليته المحرضون والجهات التي تتلطى خلف دماء ضحايا المرفأ لتحقيق مكاسب مغرضة".

ولم يُعرف على الفور مصدر إطلاق النار، لكن شهودا قالوا إن قناصين أطلقوا النار، فيما يسيطر التوتر على أحياء في العاصمة، ويترافق مع انتشار لعناصر من الجيش.

وعقب الاعتداء على المظاهرة، اندلعت اشتباكات بين أنصار حزب الله وحركة أمل، ومسلّحين من أنصار "حزب القوات" التي اتّهمه حزب الله وحركة أمل، بأنه قام بتنفيذ اعتداء مسلح ضد المتظاهرين المؤيدين لهما.

وأوضح البيان المشترك أن مناصري حزب الله وأمل، والذين تواجدوا أمام قصر العدل في بيروت تعرضوا لـ"اعتداء مسلح من قبل مجموعات من حزب القوات اللبنانية، التي انتشرت في الأحياء المجاورة وعلى أسطح البنايات ومارست عمليات القنص المباشر للقتل المتعمد، مما أوقع هذا العدد من الشهداء والجرحى".

ودعت الجماعتان الجيش والقوى الأمنية إلى "توقيف المتسببين بعمليات القتل والمعروفين بالأسماء والمحرضين الذين أداروا هذه العملية المقصودة من الغرف السوداء ومحاكمتهم وإنزال أشد العقوبات بهم".

فيما طالب رئيس "حزب القوات" سمير جعجع بإجراء تحقيق في الأحداث، وقال إنّ "السلم الأهلي هو الثروة الوحيدة المتبقية لنا في البلاد ما يحتم علينا المحافظة عليه برمش العيون".

وأضاف جعجع، أن "السبب الرئيسي لهذه الأحداث، هو السلاح المتفلت والمنتشر الذي يهدد المواطنين في كل زمان ومكان"، وفق قوله.

وأفاد شهود عيان بانتشار مسلحين مؤيدين لحزب الله وأمل، وإطلاقهم النار باتجاه أبنية يُشتبه أنه حصل منها إطلاق النار على المظاهرة بالمنطقة القريبة من مقر "قصر العدل" في بيروت. وتركّزت الاشتباكات عند تقاطُع الشياح وعين الرمانة.

وتسبب الاشتباك المسلّح، وإطلاق الرصاص الذي استمرّ لساعات، بحصار عائلات في منازلها في المنطقة، فيما أظهرت فيديوهات بُثّت من المكان، محاولة طواقم الدفاع المدني تخليص العالقين بمنازلهم، والذين ظهرَت عليهم علامات الفزع الشديد، إزاء ما يجري.

من جانبه، حذر الجيش، عبر حسابه في "تويتر"، من أن وحداته المنتشرة "سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرق وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر".

وأجرى الرئيس اللبناني، ميشال عون، اتصالات مع كل من رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ووزيري الدفاع والداخلية وقائد الجيش، لمتابعة التطورات الأمنية في بيروت، بحسب بيان للرئاسة. ودعا ميقاتي الجميع إلى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب كان، وطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي.

كما تابع ميقاتي مع قائد الجيش، جوزيف عون، الإجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الوضع وتوقيف المتسببين بالاعتداء.

وحول الاعتداء على المظاهرة، ذكر بيان حزب الله وأمل المشترَك، أنّه "في تمام الساعة العاشر وخمسٍ وأربعين، وعلى إثر توجه المشاركين في التجمع السلمي أمام قصر ‌‏العدل، استنكارا لتسييس التحقيق في قضية المرفأ، وعند وصولهم إلى منطقة الطيونة، تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قناصين متواجدين على أسطح البنايات المقابلة، ‌‏تبعه إطلاق نار مكثف أدّى إلى وقوع شهداء وإصابات خطيرة، حيث أن إطلاق ‌‏النار كان موجها إلى الرؤوس". ‏

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.