منتجو الحوامض عاجزون عن تسويق منتجاتهم..والحكومة "غير مبالية"

أزمة حادة يعيشها منتجوا ومصدروا الحوامض بالمغرب عموما بعد الفشل في إيجاد سوق خارجية لتسويق المنتوج الذي كان قياسيا لهذه السنة، خاصة بجهة سوس ماسة المعروفة بإنتاج الحوامض بجميع أنواعها، حيث تتواجد الآلاف من الضيعات الفلاحية والعشرات من شركات ومحطات التلفيف.

وكشف  أحد منتجي الحوامض بمنطقة سبت الكردان بإقليم تارودانت، بأن السنة الفلاحية الحالية عرفت إنتاجا غير مسبوق في الحوامض ومنتوجات فلاحية أخرى، بفعل الظروف المناخية الجيدة، والتطور التقني الذي شهده القطاع الفلاحي منذ سنوات، حيث تتوفر شركات دولية على حقول وضيعات شاسعة بالجهة.

وأضاف ذات المصدر، بأن الحكومة الحالية ترفض الخوض في الموضوع بشكل مطلق، تاركة الفلاحين ومنتوجاتهم الزراعية التي تتطلب مصاريف كبيرة وعلى طول السنة لمصيرهم، حيث فشلت القطاعات الحكومية المعنية بإيجاد أسواق خارجية لتسويق المنتوج الذي يفوق الطلب الداخلي بكثير.

وقال ذات المصدر، إن الحكومة الحالية لم تستطع مواكبة الدبلوماسية القوية لعدد من الدول التي تنافس المغرب للإستحواذ على الأسواق الخارجية خاصة أوروبا وأمريكا الشمالية وبعض الدول الإفريقية، حيث تمكنت الحوامض التركية والمصرية والبرازيلية من الإطاحة بسمعة المنتوج المغربي، خاصة في أوروبا وروسيا التي إستوردت في السنوات الماضية آلاف الأطنان من الحوامض المغربية.

وأوضح المصدر ذاته، بأن فشل الحكومة الحالية لم يقتصر فقط على الأسواق الخارجية الكلاسيكية، بل أيضا في ضبط الأسواق الداخلية، حيث لايمكن وفق ذات المصدر تفسير "بيع الفلاحين الحوامض بأقل من درهم واحد للكيلوغرام، في حين أن نفس المنتوج يباع ب 6 أو 7 دراهم للكيلوغرام في الأسواق الوطنية، ما يؤكد قوة أباطرة الأسواق في إستغلال الفرص".

وإختتم ذات المصدر، بأن الفلاحين بجهة سوس ماسة، أضحوا مجبرين  اليوم على قطع أشجار الحوامض، والبحث عن منتوج زراعي جديد، بفعل الفشل المتواصل للحكومات المتعاقبة بربط الإنتاج الفلاحي مباشرة بالأسواق الداخلية والخارجية، وهو ما مكن السماسرة ولوبيات الأسعار والأسواق من إستغلال الفرصة ووفرة المنتوج للتلاعب بالأسعار .

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.