كشف الحسين بوسلمام، مدير المنافسة والأسعار والمقاصة، أمام مجموعة العمل الموضوعاتية حول التدابير الكفيلة بضبط أسعار المواد الإستهلاكية الأساسية في السوق الوطنية، عن تفاصيل التأثير المباشر لإرتفاع الأسعار الدولية على السوق الوطنية، مشيرا أن الزيوت النباتية سجلت زيادات تفوق 75 في المائة.
وأضافت المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الإقتصاد والمالية، خلال الأسبوع الجاري، أن المغرب يعتمد بشكل شبه كلي على السوق الدولية في تأمين حاجياته من الزيوت النباتية، حيث يستورد 98 في المائة من المواد الأولية لزيوت المائدة.
وبحسب الورقة نفسها، فإن أسعار القمح الصلب عرفت زيادات بنسبة أكثر من 50 في المائة، كما سجلت زيادات تتراوح بين 51 و69 في المائة على مستوى البنزين والغازوال؛ فيما عرفت مشتقات القمح الصلب، من سميد وكسكس وعجائن، زيادات ملحوظة بالنظر إلى إرتفاع أسعار المادة الأولية، بينما لم تعرف القطاني زيادات مهمة نظرا لتعليق الرسوم الجمركية على هذه المواد.
وأكدت المعطيات الرسمية نفسها، أن هذه الإرتفاعات غير المسبوقة للأسعار في السوق الدولية جاءت بعد فترة التباطؤ بسبب الجائحة والحرب في أوكرانيا وتداعياتها على الإقتصاد العالمي، وعودة السياسات الحمائية لبعض البلدان المصدرة والمستوردة للمواد الأساسية.
في سياق متصل، أشارت الورقة إلى أن أسعار الخضر والفواكه تخضع لمنطق العرض والطلب والإنتاج الموسمي، مضيفة أن هذه المنتجات تتأثر بمستويات المحصول وبالظروف المناخية؛ فيما لم تعرف المواد المدعمة، المتمثلة في السكر والقمح اللين وغاز البوطان، أي زيادات.
إلى ذلك، زاد المصدر أن أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء تبقى في عمومها مستقرة ولم تعرف زيادات غير معقولة رغم ارتفاع تكاليف العلف، اعتبارا للدعم المقدم من طرف الدولة للفلاح.
كما أشارت إلى الزيادات المسجلة على مستوى تكلفة الشحن البحري بسبب الإرتباك في الشبكات اللوجيستيكية، فضلا عن الظروف المناخية غير المناسبة التي أثرت على إنتاج بعض المنتجات الزراعية.
أما بخصوص الإجراءات المعتمدة لمواجهة الإرتفاعات المتتالية للأسعار، أشار المصدر أن المراقبة المستمرة للأسعار والتتبع المتواصل للأسواق من أهم الآليات المعتمدة للحفاظ على إستقرار الأسعار.