في حوار حصري مع بلبريس..مخرج ومنتج مسلسل "فتح الاندلس"يرد على الإنتقادات و يكشف الكواليس

على غير العادة، تعرض مسلسل " فتح الأندلس "، فور الإعلان عن تتره، لوابل من الانتقادات، قادت المتابعين المغاربة والجزائريين إلى الدخول في جدل حول الأصول التاريخية لشخصية طارق بن زياد، انتهت باتهام الجزائريين للمغاربة ككل مرة بسرقة تاريخهم.

غير أن بثه على الشاشة المغربية، خلال شهر رمضان الجاري، أثار جدلا واسعا وسط المتابعين، في سلسلة من التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، رصدت أخطاء تاريخية تضمنها المسلسل تشوه وتطمس تاريخ المغاربة و إسهامهم في فتح الأندلس.

في هذا السياق، قال محمد العنزي منتج ومخرج المسلسل في تصريح خاص" لبلريس"، أن الهجوم والانتقاد الذي تعرض له عمله قبل وبعد عرضه، يعتبر نقدا مستعجلا، وأسلوبا حاقدا،  لا ناقدا يستند على أسس علمية، مشددا على أنه لا يمكن تقديم أحكام مسبقة على أي عمل درامي  إلا بعد عرض عشر حلقات من المسلسل، كما أن هناك أراء لأناس متبنين شخصية طارق بن زياد بشكل معين ولهذا يرفضون أن يكون بهذا الشكل الذي قدمت به شخصيته في المسلسل ".

وأضاف محمد العنزي، أن كل ما قيل عن المسلسل لم يكن سوى أحكام مسبقة وغير صحيحة، لأن المسلسل لم يعرض إلى حدود الان سوى ثلاث حلقات، وبالتالي وجب الانتظار حتى يستقيم الحكم في عملنا الدرامي ونصل إلى ذلك التقييم الذي نحدد فيه هل فعلا أسأنا أم لم لا؟

وتابع مخرج المسلسل قائلا: " أنا سأستبق الأحداث كوني مخرج العمل، وسأقول أن العمل لا يسيئ إلى طارق بن زياد نهائيا، بل قائد عربي عظيم، وبطل المسلسل، والقادم من الحلقات ستكون شاهدة على ما أقوله، وكل ادعاء عن أنني أسأت إلى هذه الشخصية التاريخية يعد باطلا وكاذبا وافتراءا لا يستند لشيء فني ولا تاريخي"

وتأسف أثناء حديثه قائلا: "  نرى شخصيات كبيرة وشخصيات مقتدرة في بلاد المغرب انجرفت خلف الضجة الإعلامية، وتبنت أراءا قبل الاطلاع على المسلسل، وتوصلت إلى  ان هناك إساءة للأمازيغ."

ونفى منتج المسلسل كل هذه الادعاءات التي روجت حول المسلسل،  مؤكدا على أن كل ما قيل غير صحيح و لا يمت لا من قريب ولا من بعيد، مضيفا أن احترامه لجميع الحضارات يعني احترامه للحضارة الإسلامية والحضارة العربية والحضارة في بلاد المغرب، وخاصة أن الحضارة الإسلامية تعتبر مظلة لنا جميعا، لذلك حين قدمت  شخصية طارق بن زياد قدمتها على أساس أنه قائد إسلامي ، لا شخصية بجنسية محددة ."

وأشار  إلى  أن "التركيز على طارق بن زياد في اتجاه المنهج، كان على أسس المنهج المعتدل لنشر العدل ورفع الظلم على الناس أكبر بكثير وأفضل بكثير من التركيز على أصوله لان العمل كان خاليا من كل إساءة للمغرب"،يظيف المتحدث نفسه

وأكد مخرج مسلسل "فتح الأندلس" في حديثه لـ" بلبريس"، على أنه كان على دراية مسبقة بالجدل القائم مما جعله يتعامل مع هذا الموضوع بحيادية وبعلمية، ووضع كل تركيزه على القضايا الأهم التي يرى اننا نتقاسمها، وحاول أن يبتعد  قدر المستطاع عن القضايا التي قد تفتح مجالا للعنصرية، والتي سبقت فعلا عرض المسلسل، وأثارت ضجة حول أصول طارق بن الزياد  إن كان عربيا أو أمازيغيا أو مغربيا أو جزائريا..."

وأشار المتحدث على أن فريق العمل ترك كل هذا الجدل واشتغل على أبعاد أخرى في قصة المسلسل  ومن أهمها البعد الإنساني والأخلاقي، لقائد إسلامي فتح الأبصار وصل إلى مشارق الأرض ومغاربها من خلال منهجه الإسلامي المعتدل الذي ينشر العدل كمبدأ لرفع الظلم عن المساكين والفقراء وإرجاع الحقوق لأهلها، وبالتالي يكون هذا البعد الذي عملنا عليه سببا رئيسيا لانتصار طارق بن زياد وفرسانه وجنوده".

يذكر أن المسلسل هو من إنتاج و إخراج الكويتي محمد العنزي، وصورت معظم مشاهده في لبنان و تركيا، ويتناول سيرة القائد العسكري “طارق بن زياد”، الذي قاد عمليات عسكرية من شمال إفريقيا، وبالضبط من مدينة طنجة، للوصول إلى شبه الجزيرة الإيبيرية.