أسدل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء أمس السبت، الستار على دورته الثانية والعشرين في احتفال فني مميز احتضنه قصر المؤتمرات، حيث جرى الكشف عن الفائزين بجوائز المسابقة الرسمية وسط حضور لافت لرموز السينما العالمية وضيوف قدموا من قارات مختلفة.
وجاء ختام الدورة بعد تسعة أيام من العروض والنقاشات واللقاءات التي انطلقت في 28 نونبر 2025، وشهدت مشاركة أسماء وازنة في عالم الفن السابع، إلى جانب جمهور غفير رسّخ مرة أخرى مكانة المدينة الحمراء كمنصة سينمائية عالمية تلتقي فيها الثقافات وتتقاطع فيها الرؤى الإبداعية.
وحصد فيلم “سماء بلا أرض” للمخرجة أريج السحيري جائزة النجمة الذهبية وهي أعلى تتويج في المهرجان، بعدما نال إشادة لجنة التحكيم بفضل مقاربته الإنسانية ورؤيته البصرية المغايرة.
ومنحت لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو، جائزتها لفيلم “بابا والقذافي” للمخرجة الليبية جيهان الكيخيا، بينما ذهبت الجائزة الثانية للجنة إلى فيلم “ذاكرة” للمخرجة فلادلينا ساندو.
وفي فئة الإخراج، حظي أوسكار هادسون بالتكريم عن فيلمه “دائرة مستقيمة”، الذي نال فيه الممثلان إليوت تيتنسورولوك تيتنسور تنويها خاصاً عن أدائهما.
أما جوائز التشخيص، فكانت من نصيب سوبي ديريسو الذي فاز بجائزة أفضل دور رجالي عن فيلم “ظل والدي”، فيما توّجت ديبورا لوب ناناي بجائزة أفضل دور نسائي عن مشاركتها في “سماء بلا أرض”، في تأكيد على الحضور النسائي القوي خلال هذه الدورة.
وعلى هامش المسابقة الرسمية، احتفى المهرجان بأربع شخصيات سينمائية تركت بصمتها في تاريخ الفن السابع، وهي: الممثل المصري حسين فهمي، والممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر, والممثلة المغربية راوية, والمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو، ما منح الدورة بعداً تكريمياً ينسجم مع روح الانفتاح التي تميز هذه التظاهرة.
وضمّت لجنة التحكيم تشكيلة متنوعة من الأسماء البارزة، منها كريم عينوز، حكيم بلعباس، جوليا دوكورناو، بيمان معادي، جينا أورتيغا، سيلين سونغ وأنيا تايلور-جوي، في مزيج يجمع تجارب واتجاهات سينمائية مختلفة.
وحظيت عروض هذه الدورة بإقبال كبير، إذ تجاوز عدد المتفرجين 47 ألف شخص، بينهم 7 آلاف من الأطفال والمراهقينالذين استفادوا من برمجة خاصة بـ”الجمهور الناشئ والأسرة”. كما واصلت ورشات الأطلس لعب دورها الريادي في دعم السينما العربية والإفريقية، حيث جمعت 350 مهنياً حول 28 مشروعاً قيد التطوير.
وبهذا الزخم، اختتم مهرجان مراكش الدولي للفيلم دورة جديدة تميزت باكتشافات فنية وتكريمات وازنة، ليؤكد مرة أخرى مكانته كأحد أهم المحافل السينمائية على المستوى الإقليمي والدولي