“ما كانش على البال” تعيد ميكيات للركح

بعد فترة غياب عن الخشبة، يعود الفنان المغربي حسن ميكيات ليجدد لقائه بالجمهور من خلال عمل مسرحي جديد يحمل عنوان “ما كانش على البال”، في تجربة فنية تعيد إليه بريقه المعروف وتؤكد وفاءه للمسرح الذي شكل دومًا موطن إبداعه الأول.

هذا العمل الذي تقدمه فرقة زووم للفنون بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، يندرج ضمن الجولة المسرحية الوطنية للموسم الجديد، ويشكل محطة فنية لافتة تجمع بين الكوميديا الاجتماعية والنقد الواقعي، بأسلوب يجمع بين الترفيه والتفكير.

المسرحية من تأليف وإخراج عزيز العبدوني، بمساعدة الفنان أحمد الحبابي، وتعيد حسن ميكيات إلى دائرة الضوء من خلال أداء يجمع بين العمق الإنساني والطابع الساخر الذي يميز أعماله، مقدّمًا شخصية تنبض بالحياة وتعكس التناقضات اليومية التي يعيشها المجتمع المغربي.

تدور أحداث “ما كانش على البال” حول امرأة تعيش حالة انتظار طويلة بعد غياب زوجها لسنوات بسبب الهجرة، لتجد نفسها في مواجهة ضغوط الحياة ومسؤولياتها، وسط أزمات مالية خانقة تدفعها إلى بيع منزلها لتغطية مصاريف العلاج. وبين الحيرة واليأس، يُعرض عليها الزواج من جديد في موقف لا يخلو من الطرافة، قبل أن تتعقد الأحداث بعودة الزوج الغائب بشكل مفاجئ، فتبدأ رحلة مليئة بالمفارقات والمواقف الساخرة التي تعكس تناقضات المشاعر الإنسانية بين الوفاء والخذلان، وبين الماضي والرغبة في بداية جديدة.

ويتميز العمل بمزجٍ ذكي بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، ما يمنحه بعدًا إنسانيًا يلامس وجدان المتلقي، ويجعل المشاهد يعيش تفاصيل الصراع النفسي للشخصيات ضمن أجواء تجمع بين الضحك والتأمل.

ويشارك إلى جانب ميكيات في أداء الأدوار كل من سكينة درابيل، وعبد الحق بلمجاهد، ومحمد الحوضي، في توليفة تمثيلية متجانسة تنقل العمل إلى مستوى فني راقٍ يجمع بين الأداء الاحترافي والانسجام الجماعي فوق الركح.

بهذا العمل، يثبت حسن ميكيات مجددًا أنه واحد من أبرز الوجوه المسرحية المغربية القادرة على تجديد حضورها واستعادة وهجها، في تجربة تؤكد أن المسرح ما زال قادرًا على لَمّ الجمهور وإحياء النقاش الفني والاجتماعي بلغة قريبة من الناس ومفعمة بالإنسانية

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *