"أزمة المتعاقدين".. التلاميذ "بالحقول والشوارع'' عوض الاقسام والمدارس

تعيش بعض القرى والمناطق النائية بالمغرب عطلة مدرسية طويلة منذ بداية الأشكال الاحتجاجية للأساتذة المتعاقدين الذين يبلغ عددهم الإجمالي حوالي 70 ألف أستاذا بمن فيهم المتواجدون قيد التكوين والتدريب، حيث أجبرت الأزمة التلاميذ على تغيير الأقسام بالشوارع والمراعي والحقول، وكذا الاعتماد على المعاول بدل أقلام الحبر.

وكشف مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية في حديث مع "بلبريس" بأن آثار الأزمة الحقيقية للإضراب المتواصل للأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، تكشف عنها المؤسسات التعليمية المتواجدة بالبوادي والمناطق الجبلية، وليس المدن، والضواحي، والمناطق الشبه حضرية.

المصدر ذاته، شدد على أن إقليم تارودانت على سبيل المثال الذي يعتبر أكبر إقليم في المغرب من حيث عدد الجماعات خاصة القروية منها، يعيش ازمة حقيقية على مستوى التعليم، حيث يحتضن حوالي 3 الاف أستاذ متعاقد مع الأكاديميات وهو رقم كبير خاصة وأنه يتقدم نسبة المتعاقدين المضربين على المستوى الوطني.

واعترف المصدر ذاته، بأن التلاميذ سئموا من البقاء في الأقسام دون أستاذ، أو اللعب في الساحات، وبجوار المؤسسات التعليمية التي تفتقد في أغلبها للمرافق الحيوية، وقاعات المطالعة وغيرها، حيث أضاع الصراع القائم بين المضربين والحكومة الملايين من ساعات الدراسة والتحصيل العلمي لأبناء المناطق النائية التي تغيب فيها المدارس الخاصة بشكل كامل.

وإختتم المصدر ذاته حديثه مع "بلبريس" بالتأكيد على محدودية الإجراءات التي إتخذتها الوزارة المسؤولة عن قطاع التعليم لتخفيف أثار الإضراب المتواصل للمتعاقدين، عبر سياسة "الضم وتعويض الحصص الضائعة وإستدعاء اساتذة احيلوا على التقاعد"، مشيرا بأن الآلاف من التلاميذ في العالم القروي لايوجدون داخل الحصص الدراسية بل في الحقول والضيعات للعمل في الفلاحة المعيشية، أو الرعي في انتظار حلول حكومة سعد الدين العثماني.