لفتيت يكشف استراتيجية حماية المواطنين من موجات البرد(فيديو)

أكد وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أن السلطات العمومية عبّأت مختلف إمكانياتها البشرية واللوجستية لمواجهة المخاطر المحتملة المرتبطة بالتقلبات الجوية وموجات البرد التي يشهدها المغرب خلال الموسم الشتوي الحالي، وذلك تنفيذاً للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى حماية المواطنين وضمان أمنهم وسلامتهم.

وأوضح لفتيت، خلال مداخلته أمام مجلس النواب اليوم الاثنين، أن مصالح القوات المسلحة الملكية، وبأمر من جلالة الملك، قامت بإحداث ثلاثة مستشفيات عسكرية ميدانية بكل من جماعة تنغير بإقليم ميدلت، وجماعة ورزازات بإقليم الحوز، وجماعة آيت محمد بإقليم أزيلال، حيث شرعت هذه الوحدات في تقديم خدماتها الطبية لفائدة الساكنة المستهدفة.

وفي السياق ذاته، أشار وزير الداخلية إلى الدور الحيوي الذي تضطلع به مؤسسة محمد الخامس للتضامن في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لفائدة الساكنة المهددة بموجات البرد، حيث همّت هذه التدخلات، إلى حدود الآن، أزيد من 859 دواراً موزعة على 100 جماعة ترابية تابعة لـ16 إقليماً، مع مواصلة الجهود لتعميم الدعم على جميع المناطق المعنية.

وأضاف لفتيت أن وزارة الداخلية دأبت، مع بداية كل موسم شتوي، على اتخاذ حزمة من الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، خاصة بالعالم القروي والمناطق الجبلية، من أجل مواجهة تداعيات موجات البرد وتساقط الثلوج، وذلك في إطار استراتيجية جديدة ترتكز على الرؤية الاستشرافية والمقاربة الاستباقية.

وفي هذا الإطار، أبرز الوزير أن المخطط الوطني للتخفيف من آثار موجات البرد، الذي أطلق بتعليمات ملكية سامية ويتم تحيينه سنوياً وفق معطيات ميدانية واقعية وبمقاربة تشاركية مع مختلف القطاعات الوزارية، يهم خلال الموسم الشتوي الحالي 2025–2026 ما مجموعه 2018 دواراً تابعاً لـ231 جماعة ترابية على مستوى 28 عمالة وإقليماً، ويستهدف ساكنة تُقدَّر بحوالي 833 ألف نسمة موزعة على نحو 167 ألف أسرة.

وسعياً إلى استهداف دقيق وفعال، أوضح لفتيت أن الوزارة قامت بتصنيف المناطق المعنية حسب درجة الخطر إلى ثلاثة مستويات: المستوى الأحمر ويهم 382 دواراً يقطنها حوالي 137 ألف نسمة؛ المستوى البرتقالي ويشمل 1253 دواراً تضم نحو 470 ألف نسمة؛ المستوى الأصفر ويهم 383 دواراً يقطنها ما يقارب 225 ألف نسمة.

وفي إطار ضمان التنسيق الفعال بين مختلف المتدخلين، أعلن وزير الداخلية عن عقد اجتماع اللجنة الوطنية البين-وزارية المكلفة بالتخفيف من آثار موجات البرد بتاريخ 13 نونبر 2025، مع تفعيل لجان اليقظة تحت رئاسة الولاة والعمال، والرفع من درجة التعبئة لتتبع الوضع الميداني واتخاذ التدخلات الاستباقية أو الاستعجالية اللازمة.

وأشار لفتيت إلى أن تدخلات الوزارة ترتكز على محاور اجتماعية أساسية، من بينها ضمان الولوج إلى الخدمات الصحية عبر تنظيم 339 قافلة طبية وتعبئة وحدات طبية متنقلة، إضافة إلى التكفل بالفئات الهشة، خصوصاً النساء الحوامل، والأشخاص بدون مأوى، وكبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة.

كما شملت التدابير المتخذة ضمان التموين العادي للمناطق المهددة بالمواد الأساسية، وتوزيع مساعدات غذائية وأغطية، حيث تم تخصيص دفعة أولى تضم نحو 100 ألف حصة غذائية و10 آلاف غطاء، فضلاً عن توزيع حوالي 4540 طناً من حطب التدفئة، وتعبئة أكثر من ألف آلية لإزاحة الثلوج وفتح المسالك الطرقية وفك العزلة عن الدواوير المحاصرة.

وفي ختام مداخلته، شدد وزير الداخلية على أن مصالح الوزارة ستظل مجندة على الدوام، بتنسيق مع مختلف الفاعلين والمتدخلين، لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة للمواطنين، وضمان أمنهم وسلامتهم من كل المخاطر الطبيعية أو البشرية، وذلك التزاماً بالتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *