يترقّب جمهور العاصمة الرباطية عرضاً مسرحياً جديداً يحمل بصمة مختلفة، حيث يحتضن مسرح محمد الخامس يوم الاثنين 24 نونبر العرض الأول لمسرحية “قايد الواد”، التي تقدمها فرقة أرلكلان ضمن إنتاج فني يَعِدُ بإحياء النقاش حول السلطة والحب والصراع الإنساني.
تراجيكوميديا عن الحب والسلطة
وفي تصريح لجريدة بلبريس الإلكترونية، كشف عمر جدلي، مؤلف ومخرج المسرحية، أن “قايد الواد” عمل تراجيكوميدي يسائل علاقة الإنسان بالسلطة، ويضع أبطاله أمام اختبارات قاسية بين الطغيان والولاء للمبادئ. وأضاف أن المسرحية تقدّم صراعاً محتدماً بين الحب بوصفه قيمة تستحق التضحية، وبين السلطة حين تتحول إلى آلة بطش لا تعترف بالعاطفة.
وأضاف جدلي في تصريحه أن المسرحية تحكي قصة بوعلام الملقب بـ“قايد الواد”، الذي يقرر سفك دم الشيخة يامنة بعد أن رفضت الارتباط به، مفضّلة الوفاء لحبيبها سلام الذي قتله القايد قبل أن يعود للظهور متخفياً في شخصية “مبروك” خادم الزاوية. وفي هذا الفضاء الروحي، تلتقي يامنة بحبيبها بعد عشرة أعوام، لكنها لا تدرك هويته الحقيقية.
وبالتوازي مع ذلك، يلوذ معروف، الشاب الأحدب الذي يدّعي أنه ابن القايد بوعلام، بالزاوية بعد سنوات قضاها في حفرة معزولة أخفاه فيها والده. وبين ملامح القبح الخارجي وصراعاته الداخلية، تبدأ قصة حب جديدة بينه وبين يامنة، بالتزامن مع تصاعد رغبة جماعية في الانتقام من القايد، لتنتقل الأحداث لاحقاً إلى داخل قلعته حيث يبلغ الصراع ذروته.
طاقم تمثيلي مميز
المسرحية التي كتبها ويخرجها عمر جدلي تشكّل أحد أبرز العروض المسرحية المرتقبة هذا الموسم، حيث تجمع بين رؤية إخراجية محكمة وأداء احترافي لثلة من الممثلين المغاربة المعروفين. ويشارك في العمل كل من جواد العلمي، حميد مرشد، مونية لمكيمل، وعبد الرحيم المنياري، في تركيبة تجمع بين الخبرة والحضور المسرحي القوي.
عرض يَعِدُ بتجربة استثنائية
ويُنتظر أن يشكل عرض “قايد الواد” محطة بارزة لعشاق المسرح بالرباط، بالنظر إلى الحبكة المشوقة التي يقدمها والعمق الدرامي لشخصياته، إلى جانب المستوى العالي للأداء. ومن المرتقب أن يلقى العمل تفاعلاً واسعاً بفضل مزجه بين التشويق، البعد الإنساني، والطرح الاجتماعي الذي يلامس الواقع