حطّت “نوستالجيا العيون” رحالها مساء أمس الخميس بمدينة العيون، في احتفال مهيب بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، ووالي جهة العيون الساقية الحمراء، وعدد من المسؤولين والمنتخبين.
وجاء هذا العرض الفني الكبير تحت شعار “المسيرة الخضراء.. عهد جديد”، حيث أعاد الجمهور إلى لحظة تاريخية استثنائية من ذاكرة المغاربة، مستحضرًا روح التضامن والوحدة الوطنية التي طبعت المسيرة الخضراء الخالدة، والتي شكّلت منعطفًا حاسمًا في تاريخ المغرب الحديث.
واستُخدمت في العرض أحدث تقنيات المؤثرات البصرية والإضاءة والتجسيد الركحي، لخلق تجربة فنية غامرة تُحاكي ملحمة المسيرة، وتُبرز قيم الوطنية والإجماع الشعبي حول الملك الراحل الحسن الثاني، الذي قاد هذه الملحمة بروح إيمانية ووطنية قلّ نظيرها.
وتندرج عروض نوستالجيا العيون، التي تتواصل إلى غاية 10 نونبر الجاري بساحة أمّ السعد، ضمن المشاريع الثقافية الكبرى التي أطلقتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في إطار سعيها إلى الاحتفاء بالذاكرة الجماعية للأقاليم الجنوبية وتعزيز حضورها الثقافي والفني على الصعيد الوطني.
وبمقاربة ركحية حديثة، يقدّم هذا العمل رؤية فنية جديدة للاحتفاء بـملحمة المسيرة الخضراء، مستعرضًا الروابط التاريخية والروحية العميقة التي تجمع القبائل الصحراوية بالعرش العلوي المجيد، ومجسّدًا معاني الوفاء والوحدة والاستمرارية التي تشكّل جوهر الهوية المغربية.
وتأخذ “نوستالجيا العيون” جمهورها في رحلة حسّية وعاطفية عبر مزيج فني يجمع بين التمثيل والموسيقى والرقص والأضواء، في تجربة تُبرز دور الفن كجسر حيّ بين الماضي والحاضر، وبين التراث والتجديد، مؤكدة أن الذاكرة الوطنية تظلّ حية بالفن والإبداع
