تشهد الأوساط الدبلوماسية الدولية في أروقة الأمم المتحدة بنيويورك حالة من الترقب التاريخي، تسبق التصويت على القرار الجديد لمجلس الأمن بشأن ملف الصحراء، في ظل زخم غير مسبوق تعرفه قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، يتزامن مع الاحتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، مما يعطي اللحظة السياسية حمولة رمزية واستراتيجية فريدة.
وتأتي هذه الدينامية الدولية المتسارعة تتويجاً لمسيرة نصف قرن من الدبلوماسية المتوازنة للدبلوماسية المغربية، حيث تتهافت الدبلوماسيات العالمية لدعم الموقف المغربي، في مشهد يذكر بأجواء المسيرة الخضراء عام 1975، لكن بلغة العصر ورهاناته الجيوسياسية.
ويبرز الدعم الدولي المتصاعد من الدول دائمة العضوية بشكل لافت، فالولايات المتحدة تواصل استخدام نفوذها الدبلوماسي لتعزيز الاعتراف التاريخي بمغربية الصحراء، بينما تعمل فرنسا بحزم على ترسيخ المبادرة المغربية للحكم الذاتي كأساس وحيد للحل، في وقت يميل فيه الموقف الصيني المتزن نحو دعم الحلول السياسية الواقعية التي تحقق الاستقرار الإقليمي، انطلاقا من مبدأ “الصين الواحدة”.
هذا التقارب الدولي غير المسبوق لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة رؤية استراتيجية توجت بفتح عشرات القنصليات في الأقاليم الجنوبية، وإطلاق مشاريع تنموية كبرى، وتحولات جيوسياسية جعلت من النموذج المغربي خياراً لا بديل عنه لأمن واستقرار منطقة الساحل والصحراء.
ويبدو المجتمع الدولي أكثر استعداداً من أي وقت مضى للإعلان عن حسم هذا الملف، بالتزامن مع هذه اللحظة التاريخية، التي تحتفي فيها المملكة بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، مجسداً بذلك أن مستقبل الصحراء لن يكون إلا في ظل الوحدة الترابية التي تجسدها المسيرة الخضراء.