تعيش بورصة الدار البيضاء على وقع تراجع حاد في سهم مجموعة “أكديطال” (CBSE:AKT)، الرائدة في قطاع الصحة الخاص، بعدما دخل السهم في دوامة من التقلبات منذ مطلع شتنبر، متأثرًا باحتجاجات “جيل زد” وبالضبابية التي تخيم على مستقبل السياسات الحكومية الداعمة للاستثمار الصحي.
فمنذ 8 شتنبر 2025، حين أغلق السهم عند 1.561 درهمًا، بدأ مسارًا نزوليًا متدرجًا وصل ذروته في نهاية الشهر، متهاويًا إلى 1.319 درهمًا يوم 1 أكتوبر، وهو أدنى مستوى له منذ إدراج المجموعة في البورصة. هذا التراجع تزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشبابية، ما زاد من حالة القلق في أوساط المستثمرين.
ورغم ارتداد طفيف في الجلسات الأخيرة إلى حدود 1.373 درهمًا (3 أكتوبر)، فإن الوضع الفني للسهم لا يزال هشًا، وسط توقعات متباينة حول قدرة “أكديطال” على استعادة توازنها في المدى القريب.
ويرى خبراء السوق أن أسباب التراجع لا تقتصر على السياق الاجتماعي والسياسي فقط، بل تمتد إلى العوامل الاقتصادية والتنظيمية. ف العامل الثاني وراء النزول الحاد يتعلق بـ تصريحات وزير الصحة حول تراجع الدعم الحكومي الموجه للاستثمار في المصحات الخاصة، مشيرين إلى أن “هذا العامل، بالإضافة إلى عدم الاستقرار العام في البورصة المغربية، ساهم في تعميق موجة النزول لسهم أكديطال”.
ومع ذلك، تبقى التراجعات الحالية ظرفية،وان المجموعة تمتلك أسسًا مالية قوية، إذ “حققت نتائج إيجابية وقفزة نوعية بعد دخولها للبورصة”. و أن “التوسع الكبير للمجموعة خارج المغرب، وتوجهها نحو الاستثمار في دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، دليل على متانة نموذجها الاقتصادي وقدرتها على النمو”، حيث أن “الأزمة الحالية مرتبطة بلحظة محددة وليست انعكاسًا لضعف هيكلي”.
ويعتبر محللون أن أداء سهم “أكديطال” يشكل مؤشرًا حساسًا على ثقة السوق في القطاع الصحي المغربي، وأن أي إشارات من الحكومة بخصوص دعم الاستثمار الخاص قد تكون كفيلة بإعادة الثقة وإنعاش التداولات خلال الأسابيع المقبلة.