بنكيران في القنيطرة.. خطاب “باهت” وزيارة غامضة لصهر الرباح

في زيارة مفاجئة إلى مدينة القنيطرة، حلّ عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مساء الأحد الماضي، ضيفًا على قاعة “لاشيني”، حيث ترأس مهرجانًا خطابيًا نظّمه الحزب في إطار تحركاته السياسية الميدانية.

ورغم الترويج المسبق لهذا النشاط، فإن الحضور الجماهيري جاء باهتًا ومخيبًا لآمال “إخوان المصباح”، الذين كانوا يأملون في استعادة وهجهم السابق في مدينة شكّلت ذات يوم إحدى قلاعهم الانتخابية، خاصة في عهد عزيز رباح، الوزير والقيادي السابق البارز بالحزب.

ورغم أن بنكيران حاول، كعادته، بثّ الحماسة في خطابه السياسي، مستخدمًا أسلوبه المعروف بالمباشرة والدعابة، إلا أن ردود الفعل داخل القاعة لم تكن بالمستوى المتوقع، ما عكس برودة التفاعل الشعبي مع الحزب، حتى في معاقله السابقة.

لكن الحدث لم ينتهِ عند هذا الحد، إذ اختار بنكيران عدم مغادرة المدينة مباشرة، وتوجّه بعد الخطاب إلى منزل أحمد الهيقي، البرلماني السابق وصهر عزيز رباح، حيث قضى هناك وقتًا طويلاً وتناول وجبة العشاء، بحضور بعض أعضاء الكتابة الإقليمية للحزب.

اللقاء جرى في حي أولاد وجيه، قبل أن يعود بنكيران إلى منزله في حي الليمون بالرباط ليلًا، وسط حراسة غير رسمية من بعض إخوانه في الحزب.

ما يضفي بعدًا إضافيًا على هذه الزيارة هو الخلفية المتوترة بين بنكيران وعزيز رباح، التي لم تعد خافية على متتبعي الشأن الداخلي لحزب العدالة والتنمية.

فالعلاقة بين الرجلين، التي كانت متقاربة في مراحل سابقة، شابها الكثير من الفتور والاختلافات، خاصة بعد خسارة الحزب في انتخابات 2021، وما تلاها من توجيه بنكيران لانتقادات صريحة لبعض القيادات السابقة، بمن فيهم رباح، حول تدبير المرحلة والانضباط للخط السياسي.

من هذا المنطلق، تُطرح عدة تساؤلات بشأن دلالة زيارة بنكيران إلى بيت الهيقي: هل كانت مجرّد زيارة شخصية بصبغة اجتماعية؟ أم أنها خطوة تكتيكية تحمل رسائل سياسية؟ وهل يسعى بنكيران إلى فتح قنوات غير مباشرة للمصالحة مع جناح رباح، أم أنها مجرد إشارة إلى أنه لا يزال صاحب اليد الطولى داخل التنظيم، حتى في المناطق التي كانت محسوبة على خصومه الداخليين؟

وسط هذا المشهد، يبقى الثابت أن حزب العدالة والتنمية يعيش مرحلة إعادة تشكل داخلي، تطغى عليها حسابات إعادة التموضع، وإعادة توزيع النفوذ بين القيادات، في ظل مشهد سياسي متحول، وانتظارات شعبية لم تعد كما كانت في العقد الماضي.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *