في حوار مع جريدة بلبريس الإلكترونية، استعرض الفنان والمخرج عمر لطفي تجربته الثانية في الإخراج من خلال فيلمه الجديد “كازا كيرا”، مؤكدا أن ردود الفعل التي تلقتها هذه التجربة كانت أكثر من مرضية، سواء من طرف الجمهور أو النقاد، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مسيرته، حيث منحته فرصة التعبير عن رؤيته السينمائية بطريقة أعمق بعد سنوات من العمل.
وأوضح لطفي لبلبريس، أن النجاح الحقيقي للفيلم لا يُقاس فقط بعدد الضحكات أو حجم الإقبال على الصالات السينمائية، بل يتعلق بمدى قدرة العمل على إثارة نقاشات حقيقية وجادة حول قضايا اجتماعية هامة، مثل البطالة والاحتقان الاجتماعي، والتي تمس شرائح واسعة من المجتمع المغربي، قائلا: “كنت أبحث عن عمل يجمع بين الترفيه والتأمل، لأن السينما بالنسبة لي ليست مجرد تسلية، بل مساحة للفكر والحوار”.
وأشار المخرج إلى أن المزج بين الكوميديا والنقد الاجتماعي كان تحديًا كبيرًا، إذ حاول من خلال السيناريو أن يقدم مادة كوميدية تحمل في طياتها رسائل عميقة تلامس الواقع بدون أن تتحول إلى خطاب مباشر أو موعظة ثقيلة، بل أن تترك للمشاهد فرصة التفكير والتأمل بعد الخروج من القاعة.
وتطرق لطفي في حواره إلى مشاركة اليوتيوبر إلياس المالكي في الفيلم، معبرًا عن سعادته بالعمل معه، لكنه أقر أن إقناعه لم يكن سهلاً بسبب حرص المالكي على اختيار أدواره بعناية كبيرة.
وأوضح أن الصراحة والشفافية في عرض فكرة المشروع، إلى جانب تفرد السيناريو، كانا العاملين الأساسيين في انضمام المالكي إلى الفيلم، مضيفًا أن وجوده أضاف بعدًا جديدًا وتجربة مميزة للعمل.
وعن الجدل الإعلامي الذي رافق بعض تفاصيل الفيلم ، نفى لطفي أن يكون الفيلم قد اعتمد على إثارة الجدل أو خلق “بوز” مصطنع كجزء من استراتيجية تسويقية. وقال: “لم نصنع الجدل، بل تجاوزه الجميع بسرعة، لأن هدفنا الأساسي كان جذب الجمهور إلى قاعات السينما للاستمتاع بالفيلم، بعيدًا عن القصص الثانوية أو الأخبار الجانبية”.
وأكد الأخير أن السينما المغربية تمر بفترة صعبة تتمثل في ضعف الإقبال الجماهيري، وهو ما يحتم على صناع الأفلام أن يعملوا بجد لإعادة الثقة والارتباط بين الجمهور والإنتاج السينمائي الوطني.
واختتم لطفي حديثه بتأكيد أن إنقاذ السينما المغربية لا يمكن أن ينجح عبر نجاح فيلم واحد فقط، بل يتطلب جهدًا جماعيًا وتعاونًا بين كل الفاعلين في القطاع، لإعادة دور السينما كمكان يجمع الناس من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية.