كشف تقرير “الغاز العالمي 2025”، الصادر عن الاتحاد الدولي للغاز بشراكة مع شركة الأبحاث النرويجية المستقلة “Rystad Energy”، أن المغرب يبرز كأحد أكثر البلدان تنافسية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، بتكلفة تناهز 4.6 دولارات للكيلوغرام الواحد.
ووفق التقرير، فإن هذه الكلفة تجعل المغرب في موقع متقدم مقارنة بدول كبرى، إذ تصل تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى 6 دولارات في أستراليا، بينما تبلغ 5 دولارات في المملكة العربية السعودية.
أما بالنسبة للهيدروجين الأزرق، المنتج من الغاز مع التقاط وتخزين الكربون، فقد سجل المغرب تكلفة إنتاج تنافسية تبلغ 2.6 دولار للكيلوغرام الواحد، أقل من أستراليا التي تصل فيها الكلفة إلى 4 دولارات، وإن كانت السعودية تتصدر بكلفة لا تتجاوز دولارين فقط.
ولم يقتصر التقرير على الأرقام، بل تحدث عن “زخم متجدد” يحيط بقطاع الطاقات النظيفة والحياد الكربوني، خصوصاً مع إعلان ألمانيا سنة 2024 تخصيص 18.9 مليار يورو لبناء شبكة وطنية للهيدروجين، وإطلاق 20 شركة من فرنسا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا لتحالف “H2Med Southwestern Hydrogen Corridor”، الهادف إلى إنشاء خط أنابيب يربط منتجي شبه الجزيرة الإيبيرية بشمال أوروبا في بداية ثلاثينيات القرن الحالي.
كما أشار التقرير إلى توقيع إعلان نوايا مشترك لتطوير مشروع “Southern Hydrogen Corridor”، من أجل مد خط أنابيب مباشر للهيدروجين يربط شمال إفريقيا بإيطاليا والنمسا وألمانيا، وهو ما يعزز الدور الاستراتيجي لدول الجنوب المتوسطي وفي مقدمتها المغرب.
ولفت المصدر ذاته إلى أن آسيا، التي لم تكن سبّاقة في هذا المجال، بدأت بدورها في إطلاق مشاريع كبرى، أبرزها في الصين، حيث تتقدم الأشغال لبناء خط أنابيب Zhangjiakou Kangbao-Caofeidian بطول 973 كيلومتراً، ليصبح الأطول عالمياً المخصص للهيدروجين.
وبذلك، يضع المغرب نفسه في قلب سباق عالمي محتدم حول مستقبل الطاقة، مستنداً إلى كلفة تنافسية تعزز مكانته كلاعب أساسي في سوق الهيدروجين الأخضر والأزرق.
