شهد مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم، مواجهة كلامية حادة وغير مسبوقة بين إسرائيل وقطر، تحولت إلى تبادل للاتهامات والتحذيرات الصارمة، وذلك على خلفية الأحداث الجارية في غزة ودور الدوحة في استضافة قيادات حركة حماس.
في كلمة شديدة اللهجة، جدد المندوب الإسرائيلي تحذيراته الموجهة إلى قطر، مؤكدا على مبدأ “لا حصانة للإرهابيين”.
مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: على قطر أن تختار بين إدانة حماس وطردها pic.twitter.com/PN8hiQhAFD
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 11, 2025
وصرّح قائلا: “لم تكن هناك حصانة لابن لادن وكذلك يجب نزع أي حصانة عن حماس”. وبلهجة لا تقبل التأويل، وجه المندوب الإسرائيلي إنذارا مباشرا لقطر، قائلا: “على قطر أن تختار الآن إما أن تدين حماس وتطردها أو ستقوم إسرائيل بذلك”.
واختتم حديثه برسالة تهديد واضحة، مفادها “ألا ملاذ آمناً للإرهابيين في أي مكان، لا في غزة ولا في طهران ولا في الدوحة”، مؤكدا أن إسرائيل “ستستهدف قادة حماس في أي مكان”.
من جانبه، رد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني بكلمة قوية ومنددة، استهلها بتأكيد أن إسرائيل “شنّت هجوما غادرا على مبان معروفة للجميع بأنها تضم مكاتب لحماس في الدوحة”.
واعتبر الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن “الهجوم الإسرائيلي علينا يضع المجتمع الدولي أمام اختبار كبير”، مشدداً على أن “بنيامين نتنياهو يحاول تشويه الدور القطري عبر ذرائع واهية”.
معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية @MBA_AlThani_ في جلسة بمجلس الأمن بعنوان: “الحالة في الشرق الأوسط”، بشأن الاعتداء الاسرائيلي السافر على دولة قطر: إن الانتهاكات المتواصلة للقانون الدولي، والممارسات التي تتنافى مع أبسط قواعد التعامل بين البشر، لا تعكس سوى غرور قادة إسرائيل… pic.twitter.com/mXXRlqn4CK
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) September 11, 2025
ولم يتردد رئيس الوزراء القطري في رفع سقف الانتقاد، معتبراً أن إسرائيل “تجاوزت مكانة المتطرفين المتعطشين للدماء”، وحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما آلت إليه الأمور، قائلاً إن “عجز المجتمع الدولي تسبب بزيادة الغطرسة الإسرائيلية”. ووصف القادة الإسرائيليين بأنهم “مصابون بغرور القوة”، لافتاً إلى وجود “متطرفين في الحكومة الإسرائيلية لا يبالون بحياة الرهائن”.
واختتم الشيخ محمد بن عبد الرحمن كلمته بالتأكيد على تقدير قطر لتضامن أعضاء مجلس الأمن الدولي، مجدداً التزام بلاده “بمواصلة دورها الإنساني والدبلوماسي بشأن غزة” دون تردد.
تظهر هذه المواجهة الكلامية تفاقم التوترات الدبلوماسية بين الجانبين، وتؤشر إلى مرحلة جديدة من الصراع قد تتجاوز حدود قطاع غزة لتشمل الساحات الدبلوماسية الدولية.