الشيات يفكك مضامين ورسائل ٱخر مباحثات بين بوريطة ولافروف

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والحوار السياسي المستمر، أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مباحثات هاتفية مع وزير الشؤون الخارجية لروسيا الاتحادية، سيرجي لافروف.

تركزت هذه المباحثات على مواصلة وتعميق الحوار السياسي والعلاقات الودية التقليدية التي تجمع بين البلدين.

وأشاد الوزيران بالتقدم الملحوظ الذي شهدته العلاقات الثنائية، وهو ما يعزى إلى الإرادة المشتركة للملك محمد السادس، وفلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية. وقد توجت هذه الإرادة بإبرام شراكة استراتيجية معمقة بين البلدين خلال الزيارة الملكية لموسكو عام 2016.

وأكد بوريطة ولافروف على ضرورة مواصلة العمل المنجز منذ عام 2016 وتعميقه ليشمل جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.

في سياق متصل، أكد الخبير في العلاقات الدولية خالد الشيات أن المغرب بحاجة للتفاعل مع التحولات الدولية الراهنة، مشيرا إلى عدم وجود قطب واحد يمكن التعامل معه وضرورة عدم وضع كل البيض في سلة واحدة خاصة انها سلة غير مضمونة العواقب.

واعتبر الشيات في حديث مع بلبريس،  أن الارتهان بالمنظومة الغربية والأمريكية له عواقب ، مؤكدا أن هناك خيارا استراتيجيا مهما جدا للمغرب للحفاظ على التوازن بين المسارات، خاصة بعد زيارة الملك لروسيا عام 2016 التي انبثق عنها تعاون استراتيجي يشمل قطاعات ومجالات متعددة.

وأشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى وجود إمكانات كبيرة للتعاون خاصة على المستوى الاقتصادي، موضحا أن ذلك يمكن أن يعزز رغبة روسيا في أن تكون لها علاقات متوازنة في شمال أفريقيا بين المغرب والجزائر، وهو أمر يمكن أن يكون إيجابيا بالنسبة للمغرب.

ورأى الشيات أن هذا التوجه يمكن قراءته في سياق إرسال رسالة للحلفاء التقليديين مثل الولايات المتحدة بأن البدائل واسعة، وأن الارتهان والإبقاء على مواقف جامدة من قضية الصحراء المغربية ومن المصالح المشتركة بين الطرفين ليس مناسبا للمغرب.

وشدد الشيات على أنه من المفترض أن تكون العلاقات المغربية الأمريكية قد وصلت إلى مستويات أكثر تقدما، حيث تخرج المغرب من وضع الارتهان بالموقف الأمريكي، خاصة في ظل عدم وجود حل واضح مفروض من طرف الولايات المتحدة كحليف وشريك تاريخي.

وأوضح أن هذا يمكن أن يكون شقا من الرسائل التي بعثها المغرب، مذكرا بأن المغرب كان دائما يستطيع إرسال هذه الرسائل في مرحلة الحرب الباردة إلى المعسكر والقوى الغربية، حيث كان دائما يلمح إلى إمكانية التقارب مع الاتحاد السوفييتي مقابل الغرب.

واعتبر الخبير أن العالم اليوم يمكن أن يشهد نفس التقاطب ويمكن التعامل معه بنفس المنطق، مؤكدا أن تمتين العلاقات مع روسيا وتمكينها من موقع متقدم في المغرب بوجودها اقتصاديا ومساهمتها في المسارات الكثيرة التي يفتحها المغرب على المستوى الأطلسي والأفريقي يمكن أن يكون مناسبا للاقتصاد المغربي الذي يتطلع نحو التنويع.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *