حدث كروي وتاريخي في الرباط: الأسود على بعد خطوة من المونديال

تتجه أنظار الجماهير المغربية والإفريقية، مساء غد الجمعة، إلى الرباط حيث يفتتح المجمع الرياضي مولاي عبد الله بحلته الجديدة باحتضان مواجهة المنتخب الوطني المغربي ضد النيجر، لحساب الجولة السابعة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

المباراة المقررة في الثامنة مساء ستقام بشبابيك مغلقة بعد نفاد التذاكر في وقت قياسي، وسط إقبال جماهيري غير مسبوق، ما سيجعل الأجواء أكثر حماسة واحتفالية، خاصة أن التعادل يكفي “أسود الأطلس” لضمان التأهل المبكر إلى المونديال للمرة الثالثة توالياً والسابعة في التاريخ.

القنوات الناقلة أكدت جاهزيتها، إذ ستبث قناة SSC 2 HD السعودية اللقاء بصوت المعلق عبد العزيز الزيد، إلى جانب القناة الرياضية المغربية HD3.

الملعب الذي يستضيف هذه المواجهة التاريخية ليس عادياً، فقد أُعيد بناؤه بالكامل وفق معايير دولية حديثة، بتكلفة إجمالية تناهز 3 مليارات درهم، ليصبح واحداً من أضخم الاستثمارات الرياضية في المغرب. وقد ارتفعت سعته إلى 68,700 متفرج، مع تجهيزات متطورة تشمل شاشات عملاقة، ونظام إنارة حديث، ومواقف تحت أرضية، ومرافق متعددة لاستضافة كبرى التظاهرات الرياضية والثقافية. ويُنظر إلى هذا المشروع كواجهة حضارية جديدة للمغرب، ورافعة أساسية في استعداداته لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.

على الصعيد الرياضي، يواصل وليد الركراكي رفع وتيرة التحضيرات بمعدل حصتين يومياً، الأولى مخصصة للجانب البدني والثانية للنهج التكتيكي، مع تركيز خاص على الانسجام بين الخطوط وتصحيح بعض التفاصيل الفنية. وقد انضم مؤخراً بلال الخنوس ونايف أكرد إلى المعسكر بعد إتمام انتقالهما إلى شتوتغارت وأولمبيك مارسيليا.

في سياق آخر، يواجه الناخب الوطني حالة خاصة تتعلق بالمدافع أشرف داري، لاعب الأهلي المصري، الذي تعرض لإصابة خلال المباراة الأخيرة لفريقه أمام بيراميدز في الدوري المصري. وقد طلب الركراكي من الطاقم الطبي للمنتخب تقريراً شاملاً حول وضعية اللاعب الصحية، لتحديد إمكانية الاعتماد عليه.

الافتتاح لن يكون رياضياً فقط، بل سيحمل طابعاً احتفالياً، إذ برمجت السلطات المغربية عروضاً بالألعاب النارية وفقرات فنية مباشرة بعد اللقاء، خاصة في حال تحقيق التأهل رسمياً. وقد اكتملت تجهيزات الملعب ومحيطه، بما في ذلك الإضاءة والولوجيات والمقاعد المرقمة، في خطوة غير مسبوقة بالملاعب المغربية.

المنتخب المغربي، المتصدر لمجموعته بـ15 نقطة كاملة، يسعى لمواصلة مساره المثالي قبل رحلته المقبلة إلى زامبيا يوم 8 شتنبر الجاري، بينما يطمح منتخب النيجر إلى تحقيق نتيجة إيجابية تضمن له الاستمرار في سباق التصفيات.

الجمعة إذن سيكون موعداً مزدوجاً: تأهل يلوح في الأفق، وافتتاح تاريخي لتحفة معمارية رياضية في العاصمة الرباط، تجسد مكانة المغرب كقوة صاعدة في استضافة الأحداث الكروية العالمية

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *