انطلقت أولى المشاورات الانتخابية بين وزارة الداخلية وزعماء الأحزاب السياسية، في أجواء ساخنة اتسمت بتباين في المواقف وغيابات لافتة، أبرزها غياب رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، عن الاجتماع التشاوري الأول، الذي عُقد بمقر وزارة الداخلية، تنزيلاً للتوجيهات الملكية التي وردت في خطاب العرش الأخير.
وقد مثل حزب “الحمامة” في هذا اللقاء كل من رشيد الطالبي العلمي ومصطفى بايتاس، فيما قادت فاطمة الزهراء المنصوري وفد الأصالة والمعاصرة، رفقة سمير كودار ومحمد الحموتي. كودار دافع خلال النقاش عن ترشيح محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، لتولي وزارة الداخلية.
كما حضر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى جانب عبد الجبار الراشدي، رئيس المجلس الوطني للحزب، في وقت يطمح فيه “الميزان” للعب دور قيادي في مرحلة ما بعد 2026، خاصة إذا لم يتمكن شريكا التحالف الحكومي الحالي من حسم رئاسة الحكومة المقبلة.
الاجتماع شهد أيضًا مشاركة أمناء عامين رغم ظروفهم الصحية الدقيقة، إذ حضر أحدهم مستعينًا بعكاز، وآخر يخضع لحصص غسيل كلى ثلاث مرات أسبوعيًا. أما الموقف الطريف، فكان تأخر نبيلة منيب، زعيمة حزب اليسار الاشتراكي الموحد، التي وصلت بعد انتهاء الاجتماع، نتيجة خطأ في توقيت الموعد.
وشكل اللقاء مناسبة لطرح سبع نقاط رئيسية، تضمنت: تحيين اللوائح الانتخابية، تخليق الحياة السياسية، تعزيز آليات الزجر والمراقبة، مراجعة القوانين الانتخابية والتنظيمية، تشجيع تمثيلية النساء والشباب عبر لوائح الكفاءات، تطوير التواصل السياسي، وإعادة النظر في آليات الدعم الانتخابي.
وطلب وزير الداخلية من الأحزاب تقديم ملاحظاتها ومقترحاتها بشأن هذه الملفات قبل نهاية الشهر الجاري، على أن تُستأنف المشاورات خلال شهر شتنبر لمواصلة النقاش في القضايا الخلافية.
وقبل هذا الاجتماع، ترأس وزير الداخلية لقاءً بتطوان مع الولاة والعمال، أكد فيه على تعبئة الوزارة الشاملة لضمان شفافية ونزاهة الانتخابات المقبلة، في إطار شراكة فعالة مع الأحزاب السياسية.