شقير يبرز خلفيات تجاهل “البرلمان الإفريقي” لملف الصحراء

 وجه الاتحاد الإفريقي ضربة دبلوماسية قاصمة لجبهة البوليساريو وحاضنتها الجزائر، في سياق بالغ الدلالة،  بعد أن تجاهل تقريره الأخير حول حالة السلم والأمن في إفريقيا بشكل تام النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو ما يؤكد العزلة المتزايدة لخصوم الوحدة الترابية للمملكة على الساحة القارية.

التقرير الصادر عن الاجتماع الاستشاري لمجلس السلام والأمن والبرلمان الإفريقي، المنعقد في جنوب إفريقيا يومي 17 و18 يوليوز 2025، استعرض قائمة بالنزاعات والأزمات التي تعرفها القارة، مركزا على قضايا ملحة في الصومال، السودان، ليبيا، ومنطقة الساحل، دون أن يأتي على ذكر قضية الصحراء المغربية، في مؤشر واضح على أن هذا الملف لم يعد من أولويات الأجندة الأمنية للاتحاد.

وفي تحليله لهذا التطور، أكد المحلل السياسي محمد شقير لجريدة “بلبريس” الإلكترونية، أن هذا التجاهل ليس وليد صدفة، بل هو نتاج مباشر للدبلوماسية المغربية الفعالة منذ عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي وترؤسها لمجلس السلم والأمن.

وأضاف شقير أن ممثلين عن البوليساريو حاولوا يائسين إدراج النزاع ضمن التقرير، إلا أن طلبهم قوبل برفض قاطع من رئيس اللجنة، الذي برر موقفه بأن مؤتمر نواكشوط قد حسم الأمر، وأكد على أن هذا النزاع أصبح من اختصاص مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حصراً، ولا ينبغي إدراجه ضمن هذا النطاق.

واعتبر شقير أن هذا الموقف يشكل ضربة قوية للبوليساريو والجزائر، ويفقدهما مجالا إقليميا كانا يستغلانه ضد المغرب طيلة فترة “سياسة المقعد الشاغر”.

فبفضل الحضور المغربي الوازن، تم تحييد هذا النزاع عن مناقشات المجلس، وهو ما يعد انتصارا سياسيا كبيرا للمغرب داخل هذا المنتظم الإقليمي، ويسحب من الخصوم ورقة طالما وظفوها ضد المملكة.

وما يزيد من قوة هذا الانتصار الدبلوماسي، هو أنه يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس الجنوب إفريقي السابق وزعيم حزب “رمح الأمة”، جاكوب زوما، للمغرب، ولقائه بوزير الخارجية ناصر بوريطة ورئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي.

ففي خطوة تاريخية، أكد زوما بشكل صريح تأييده الكامل للوحدة الترابية للمملكة ولمقترح الحكم الذاتي، معترفا بالسياق التاريخي والقانوني الذي يعزز سيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يمثل تحولا كبيراً في مواقف شخصيات سياسية وازنة من بلد كان يعتبر من أبرز داعمي الطرح الانفصالي.

وهكذا، يجد خصوم المغرب أنفسهم اليوم في عزلة غير مسبوقة داخل القارة، حيث تتهاوى أطروحاتهم أمام نجاعة الدبلوماسية المغربية وقوة الموقف المغربي الذي يحظى بدعم دولي وقاري متزايد.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *