شكل تتويج فريق أولمبيك آسفي بأول لقب لكأس العرش في تاريخه الرياضي بعد نهائي مثير أمام نهضة بركان الحدث نهاية الأسبوع ، حدث أعاد هذه المدينة المهملة من نخبها وأحزابها الى الواجهة.
تتويج رياضي تاريخي أكد بالواضح فكرة أساسية مفادها ان العمل الجاد والحكامة الجيدة والإرادة والايمان بالقدرات الذاتية والاستثمار في الموارد البشرية الكفأة يصنعون تاريخ الأمم والدول والشعوب.
تتوّج فريق أولمبيك آسفي بأول لقب له في كأس العرش عقب فوزه المثير على نهضة بركان في المباراة النهائية التي احتضنها الملعب الكبير بمدينة فاس،أعاد مجد المدينة غير المحظوظة مع نخبها المسؤولة عن تدبير شأنها العام للواجهة، وجعل أطفال ،شباب شيوخ ،نساء ورجال المدينة ونواحيها يعيشون ليلة استثنائية بحدث استثنائي.
فريق رياضي بإمكانياته المتواضعة وبمدربه المحلي، تمكن من تحقيق التحدي والفوز على فريق يتوفر على امكانيات ضخمة والقاب قارية مهمة، في وقت كانت كل التوقعات تؤهل فريق نهضة بركان بالفوز، لكن عزيمة الفريق وإيمانه بقدراته وثقته بنفسه كذب كل هذه التوقعات وحقق التتويج باللقب لأول مرة في تاريخ عاصمة عبدة.
التتويج الرياضي سيعيد الثقة لساكنة اسفي بأنفسهم ، وسيقتنعون بانه ليس هناك شيئا اسمه المستحيل ، لذلك نتمني بان يكون هذا الفوز نموذجا يحتدي به للنخب السياسية بهذه المدينة التي تعاني من كل اشكال التهميش والفقر والبطالة وضعف التنمية رغم توفرها على موارد طبيعية بشرية ومادية ولوجستيكية وبنيات تحية مهمة.
كما نتمنى بانه بقدر ما ادخلت الرياضة الفرح على سكان المدينة ولو لفترة وجيزة في الزمن ، فبقدر ما نتمنى من النخب السياسية باسفي ان تدخل الفرح لشباب ولنساء المدينة وذلك بنهج المبدأ الدستوري التشاركية الديمقراطية في صناعة وتنفيذ السياسيات العمومية المرتبطة بالمدينة، والرهان على برامج تنموية حقيقية تعيد للمدينة مجدها كما أعادته لها الرياضة بعد الانجاز التاريخي للفريق الرياضي الذي جعل من التتويج بلقب كأس العرش فرصة لتصالح المواطن مع مدينته ،والاقتناع بأن رجال ونساء المدينة قادرون على صناعة تاريخ هذه المدينة التاريخية سواء في المجال الرياضي او السياسي، شريطة ان يتحد الجميع ضد الفاسدين وسماسرة السياسية ،معيقي التنمية الشاملة والمستدامة.