لوفيغارو ترسم سيناريو ما بعد الضربة: خامنئي معزول وطهران في مأزق

في تحليل لسيناريو ما بعد ضربة أمريكية تستهدف منشآتها النووية، ترى صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن طهران تجد نفسها في مأزق حقيقي. فالهجوم لم يدفع المرشد الأعلى علي خامنئي للعودة إلى المفاوضات كما كانت تأمل واشنطن، ورغم الخطاب الانتقامي، تبدو خيارات الرد الإيراني محدودة للغاية.

ورغم أن وزير الخارجية عباس عراقجي أعلن أن بلاده "تحتفظ بكافة الخيارات"، وهدد الحرس الثوري بـ"ردود مؤلمة تتجاوز الفهم"، إلا أن ردود الفعل الأولية جاءت محسوبة. وتتساءل الصحيفة عما إذا كان هذا الهدوء نابعا من توقع طهران للضربات، خاصة بعد تسريب مسؤول لوكالة رويترز أن إيران تمكنت من إخلاء اليورانيوم المخصب من موقع فوردو مسبقا.

ويتيح هذا التقليل من شأن الهجوم للنظام تبرير رد محدود دون المخاطرة ببقائه، وهو ما علق عليه الخبير مايكل هوروفيتز بأنه محاولة "لإنقاذ ماء الوجه". ويزيد من تعقيد المشهد الوضع الشخصي للمرشد الأعلى، الذي تقول لوفيغارو إنه يختبئ في ملجأ تحت الأرض، معزولا عن العالم تقريبا، مما يجعل موقفه النهائي من الرد غامضا.

وبدلا من مواجهة الولايات المتحدة مباشرة، يبدو أن الرد الأولي تمثل في إطلاق 40 صاروخا على إسرائيل. لكن الخيارات الأخطر تظل مطروحة على الطاولة، حيث أفاد المجلس الأعلى للأمن القومي أنه بصدد اتخاذ "قرار نهائي" بشأن إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي. كما قد تلجأ القوات البحرية للحرس الثوري إلى زرع الألغام في مياه الخليج، وهي خطوة حذر الخبير هوروفيتز من أنها قد تدفع إسرائيل لضرب منشآت النفط الإيرانية.

في المقابل، حذرت الباحثة إيفا كولوريوتي من أن استمرار الضربات الأمريكية دون استفزاز إيراني جديد قد يبدو "كحرب باسم إسرائيل".

في ظل هذا التصعيد، يرى الخبراء أن التفاوض مستبعد تماما على المدى القصير. ويؤكد الباحث فالي نصر أن خامنئي لا يمكنه القبول بالاستسلام، وإيران مضطرة للرد. وفيما تتجه الأنظار نحو قرار المرشد، تشير مصادر المعارضة إلى محاولات فاشلة من شخصيات معتدلة، مثل الرئيس السابق حسن روحاني، لحثه على التفاوض.