في إنجاز لافت يعكس تميزًا وطنيًا، تشارك تلميذ وتلميذة صدارة التفوق في امتحانات الباكالوريا بالمغرب لهذه السنة، حيث حصلا كلاهما على المعدل الأعلى البالغ 19.61، ليكتبا بذلك قصة نجاح ملهمة قوامها الجد والمثابرة والدعم الأسري والتربوي.
ففي جهة الرباط-سلا-القنيطرة، تألقت التلميذة هبة بناني في شعبة العلوم الفيزيائية بالخيار الفرنسي، ضمن صفوف مجموعة مدارس "العلمية" الخاصة بالصخيرات-تمارة. وبقسمات يملؤها الفخر، صرحت هبة لوكالة المغرب العربي للأنباء بأن سر نجاحها يكمن في "بذل جهد مضاعف لنيل مراتب متقدمة دومًا"، معتبرة أن هذه النتيجة هي تتويج لمسار دراسي حافل بالاجتهاد. لم يكن حلم هبة مقتصرًا على التفوق الأكاديمي، بل يتجاوزه إلى طموح إنساني نبيل، إذ تطمح لولوج كلية الطب والصيدلة، مؤكدة أن "الطب ليس مجرد شعبة، بل مفهوم يعبر عن الجوانب الإنسانية والأخلاقية".
وعزت هبة فضل نجاحها، بعد الله تعالى، إلى والديها اللذين كانا لها سندًا ودعمًا، وإلى الأطر التربوية والإدارية بمؤسستها التي وفرت لها بيئة محفزة على التحصيل.
وأضافت أن التحدي الذاتي والمنافسة الشريفة مع زملائها كانا دافعًا لها لتقدم "أحسن نسخة" من نفسها، مشيرة إلى أن مسارها الحقيقي قد انطلق الآن. من جانبه، أكد والدها أن هذا المعدل هو تتويج طبيعي لمسار ابنته المتميز منذ مراحلها الدراسية الأولى.

وعلى نفس القدر من التميز، وفي جهة الدار البيضاء-سطات، بصم التلميذ عمر الحريري، البالغ من العمر 17 عامًا، على مسار دراسي حافل تُوِّج بحصوله على ذات المعدل الاستثنائي 19.61 في شعبة العلوم الرياضية "أ" بالخيار الفرنسي، وهو يتابع دراسته بالثانوية التأهيلية "الملاك الأزرق" الخصوصية بالجديدة. وفي تصريحه، عبر عمر عن سعادته الغامرة بهذه النتيجة التي بوأته الصدارة الوطنية، مؤكدًا أنها ثمرة عمل دؤوب ومثابرة واجتهاد. وبامتنان كبير، أرجع تفوقه إلى الدعم النفسي والمادي الذي قدمه والداه، والمواكبة المستمرة من أساتذته وأطر مؤسسته. وحول طموحه المستقبلي، أشار عمر بحكمة إلى أنه لا يزال في مرحلة التشاور مع والديه وأساتذته لاختيار المسار الأنسب له. وقد أعرب المدير العام لمؤسسته، محمد الشرايبي، عن اعتزازه بهذا الإنجاز الذي يعتبره تتويجًا لمجهودات التلميذ والطاقم الإداري والتربوي الساعي دومًا نحو التميز.
وفي سياق متصل، بلغت نسبة النجاح بالمديرية الإقليمية للجديدة 59.32%، حيث نجح 4962 مترشحًا ومترشحة، فيما بلغت النسبة على صعيد جهة الدار البيضاء-سطات 61.49%، لتحتل المديرية الإقليمية المرتبة التاسعة وطنيًا، وهي نفس مرتبة العام الماضي.
