مدرستنا – الإعداديات الرائدة”: تتويج المواهب السينمائية الشابة في الدار البيضاء

في كرنفال سينمائي شبابي بهيج، احتضن مركب سينما Pathé بالدار البيضاء اليوم، النهائيات الوطنية المشوقة لمسابقة “سينما” ضمن مشروع “مدرستنا – الإعداديات الرائدة”، والتي شهدت تدفقاً كبيراً لطلاب مبدعين من كافة أنحاء المغرب، ومتابعة من رواد الفن والثقافة.

وقد أشرفت على تقييم الأعمال لجنة تحكيم رفيعة المستوى برئاسة المخرج السينمائي الكبير نبيل عيوش، وعضوية كل من النجمة سامية أقريو، والمخرج إسماعيل فروخي، والناقدين سعيد مزواري وماجد ساداتي، إلى جانب الأستاذ مبارك مزين ممثلاً لوزارة التربية الوطنية. هذه الكوكبة من الخبراء وقفت على إبداعات 12 فرقة طلابية، هي خلاصة منافسات شاركت فيها حوالي 250 إعدادية رائدة، قدمت أفلاماً قصيرة أنجزت ضمن ورشات “السينما في الفصل الدراسي”، وهو برنامج نوعي أطلقته الوزارة بالشراكة مع مؤسسة علي زاوا.

أعضاء لجنة التحكيم لم يخفوا إعجابهم العميق بالجودة الفنية والتقنية للأفلام الطلابية، وبالسيناريوهات التي عكست نضجاً في الطرح والتزاماً بمعالجة قضايا مجتمعية ملحة. فقد غاصت عدسات الشباب في عوالم التحرش المدرسي، وتحديات الهجرة غير الشرعية، وآلام الفقر، وتعقيدات العلاقات الإنسانية، مقدمة رؤى فنية ومجتمعية لافتة.

وتوجت النهائيات بالإعلان عن الفائزين بجوائز “سينما مدرستنا” 2025، حيث حصد فيلم “الانعكاس المنكسر” من جهة الرباط جائزة أفضل فيلم عن معالجته للعنف المدرسي. وذهبت جائزة أفضل إخراج لفيلم “أحلام مؤجلة” من جهة العيون الساقية الحمراء الذي تناول الهجرة السرية للمراهقين. أما جائزة أفضل سيناريو فكانت من نصيب فيلم “صراع” من جهة الداخلة وادي الذهب الذي ناقش التنمر وتقبل الآخر. كما نال فيلم “زائر متخفي” من جهة سوس ماسة تنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم لمعالجته إدمان الألعاب الإلكترونية، فيما اختار الجمهور فيلم “النهضة” من الجهة الشرقية ليتوج بجائزته.

صوفيا أخميس، المديرة التنفيذية لمؤسسة علي زاوا، عبرت عن فخرها قائلة: “ما رأيناه اليوم يثبت أن الفن داخل أسوار المدرسة هو محرك جبار للتعبير والتغيير. هؤلاء الشباب هم خير برهان على أن المدرسة، بالدعم والأدوات المناسبة، تتحول إلى منارة للإبداع والمواطنة الفاعلة.”
وأضافت وجدان بكار، مديرة المشروع: “أبطالنا الشباب أظهروا خلال هذه التجربة قدرة مذهلة على تملك لغة السينما، وروح الفريق، والتعبير عن رؤى عميقة بأعمال أصيلة ومؤثرة.”

المواهب الشابة على موعد جديد مع الإبداع في مسابقة الارتجال المسرحي يومي 27 و 28 ماي الجاري بالمركب الثقافي مولاي رشيد، ضمن فعاليات مشروع “مدرستنا”، وسط حماس كبير لاكتشاف المزيد من الطاقات التمثيلية الواعدة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *