كشفت مصادر قيادية داخل حزب التجمع الوطني للأحرار لـ”بلبريس” أن رئيس الحزب عزيز أخنوش أعرب عن غضبه الشديد من أداء القيادات الحزبية بجهة الرباط سلا القنيطرة، خلال اتصال أجراه محمد برادة المسؤول عن ملف الانتخابات المقبلة مع مسؤولي الحزب بالجهة.
وأوضحت المصادر أن سبب غضب أخنوش يعود إلى ضعف التنسيق بين قيادات الحزب بالجهة وفشلهم في استقطاب وجوه جديدة، مقارنة بباقي الجهات، خاصة الجنوب الذي يشهد تحركات حثيثة لتعزيز صفوف حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث يسود تدمر كبير بين مناضلي الحزب بالجهة ،واتهام القيادة الجهوية الانشغال بحروب هامشية، وخدمة مصالحهم .
وقد سبق هذه الأزمة خلافات حادة حول ترشيحات الحزب للانتخابات الجزئية بالرباط في وقت سابق، حيث تمكن سعد بنمبارك، المنسق الجهوي المثير للجدل، من الفوز في الانتخابات التشريعية الجزئية لملء مقعد برلماني شاغر بالدائرة الانتخابية الرباط المحيط، بعد تقدمه بفارق كبير على منافسيه من أحزاب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي وفيدرالية اليسار.
ووفق النتائج الرسمية، حصل بنمبارك على 46.42% من الأصوات، بينما جاء مرشح الاتحاد الاشتراكي في المرتبة الثانية بـ29.67%، يليه حزب العدالة والتنمية بـ15.49%، ثم فيدرالية اليسار الديمقراطي بـ8.42%. لكن العملية الانتخابية شابتها مشاركة ضعيفة لم تتجاوز 7%،
من جهة أخرى، علمت “بلبريس” أن عبد الرحيم الزمزامي، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بالجهة وعضو بارز في الحزب، عقد اجتماعا موسعا في منزله بحضور أكثر من 50 منتخبا في وقت سابق، بينهم برلمانيون ورؤساء جماعات ومستشارون، وذلك في غياب بنمبارك. وبرر الزمزامي ذلك بأن المنسق الجهوي “تخلى عن مهامه” وفق القانون الداخلي للحزب، وهو ما تسبب في أزمة داخلية لدى تجمعيو الرباط.
وتم توثيق الاجتماع بفيديو سيُرفق بتقرير يُرسل إلى أخنوش لتأكيد رفض المنتخبين لبقاء بنمبارك في منصبه. كما أثير خلال اللقاء رفض واسع لاستمرار أسماء غلالو (زوجة بنمبارك) في رئاسة مجلس جماعة الرباط قبل استقالتها وانتخاب الموذني رئيسة للمجلس، مع اتهامات بـالمحسوبية، فضلا عن شكوك حول تدبير بنمبارك لشركة الرباط للتنمية والتنشيط التي يتهم بعض موظفيها بالاختلاس.
هذه الأزمات تكشف تراجعا تنظيميا للحزب في معقله بالرباط، مما قد يهدد موقعه في الانتخابات المقبلة، خاصة مع ضعف الاستقطاب الحزبي وانقسام القيادات،حيث ان هذه النسبة لم تتجاوز 1000 منخرطا جديدا ،هي نسبة ضعيفة جدا ، دفعت الوزير برادة توجيه رسالة قاسية الى كل اعضاء الحزب بجهة الرباط سلا القنيطرة متهما اياهم بالتقاعس وضعف اقناع الناس الانخزاط بالحزب ، وهو ما اقلق كثيزا عزيز اخنوش الذي عبر عن عدم رضاه عن الاوضاع العامة للحزب بالعاصمة الرباط.
وحسب المصادر ذاتها فأمام اخنوش خيارين : إما إعادة هيكلة الحزب بالجهة،او البحث عن قيادة جديدة قبل المؤتمر الجهوي المقبل تكون اكثر انسجاما وأكثر جاذبية ، لكون اخنوش يراهن على حضور قوي للحزب في الانتخابات المقبلة.