’’نسور الجمهورية": فيلم مصري يثير عاصفة جدل في مهرجان كان (فيديو)

لم يكن مرور فيلم "نسور الجمهورية" للمخرج طارق صالح في مهرجان كان مجرد حدث عابر. بل اشعل عاصفة من الجدل والنقاشات الحادة.

تدور احداث الفيلم حول "جورج فهمي" نجم سينمائي مصري ذو شعبية جارفة. يضغط عليه من قبل جهات امنية لتجسيد دور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في فيلم دعائي.

يجد جورج فهمي نفسه في مازق اخلاقي ووجودي. هو فنان له اراؤه المعارضة لكنه يواجه ضغوطا وابتزازا. وفي النهاية يرضخ للضغوط. يرسم الفيلم صورة قاتمة للفساد والابتزاز.

من اسباب اعتباره مستفزا تجسيد شخصية الرئيس الحالي. هذا يعتبره النظام ومؤيدوه استفزازا مباشرا.

يستفز الفيلم ايضا لنقده اللاذع لاساليب عمل الاجهزة الامنية. هذا التصوير الصريح يعتبره البعض مسا "بهيبة الدولة".

ولحساسية هذا النقد وتجسيد شخصية الرئيس صور الشريط في معظمه خارج مصر في تركيا على الخصوص. باستثناء مشاهد قليلة التقطت خلسة في القاهرة.

لهذا السبب اضطر المخرج للاستعانة بممثلين غير مصريين في معظم الادوار. باستثناء الممثل عمرو واكد الذي يتالق في دور ضابط استخبارات نافذ.

فبقية الممثلين غير مصريين رغم حديثهم باللهجة المصرية. في مقدمتهم الفنان اللبناني فارس فارس الذي اتقن دور جورج فهمي. وتلعب المغربية زينب التريكي دور زوجة وزير الدفاع. وتؤدي الجزائرية لينا خودري دور عشيقة جورج فهمي.

يرى نقاد ان الفيلم مستفز ايضا لسطحيته رغم جرأة موضوعه. يعتبرونه فرصة ضائعة لعمل نقدي عميق ومؤثر.

ورغم امكانات السخرية التي يوفرها الموقف تخيم على الفيلم اجواء سوداوية. لان المخرج اختار حبكة استخباراتية حولت الشريط الى دراما سياسية. هذه الدراما تسقط احيانا في الخطاب المباشر المناهض للنظام المصري.

يذهب البعض الى انه يلمع صورة النظام دون قصد. بتقديمه نسخة مختزلة وركيكة قد تبدو لطيفة مقارنة بالواقع.

وهكذا يجد "نسور الجمهورية" نفسه مثيرا للجدل من زوايا مختلفة. فهو مستفز للسلطة ومستفز لجزء من الجمهور والنقاد.