فشلت نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، في تقديم أي مشهد نضالي مقنع خلال احتفالات فاتح ماي بالرباط. الحضور لم يتجاوز مئتي شخص في أفضل التقديرات، بينما فضل بعض "المتظاهرين" متابعة الفعالية من مقاهي المنطقة بدلاً من المشاركة الفعلية.
وتقدم المنصة كل من إدريس الأزمي الادريسي والوزير السابق محمد يتيم في غياب لافت للأمين العام عبد الإله بنكيران، والأمين العام للنقابة الذين اختاروا معا الدار البيضاء بدلا من الرباط، مما زاد من مظهر الترهل الذي تعيشه هذه النقابة.
هذا المشهد المخيب لم يأت من فراغ، بل هو نتاج طبيعي للانهيار المتسارع الذي يعيشه حزب العدالة والتنمية بعد خسارته السياسية الكبيرة، في الاستحقاقات الانتخابية الماضية.
النقابة التي كانت في السابق قادرة على حشد الآلاف لم تعد قادرة حتى على تنظيم منصة متواضعة، وهو ما يؤكد تحولها إلى مجرد أداة حزبية باهتة بعد أن تخلت عن دورها الأساسي في الدفاع عن حقوق العمال.
المشهد العام للوقفة كان أشبه بجنازة لنموذج نقابي كان يزأر في السابق، حيث غاب الحماس وغابت الروح النضالية التي تميز بها فاتح ماي تاريخياً.
ويرى مراقبون أن العمال المغاربة لم يعودوا يثقون بنقابة تحولت إلى ناطق رسمي لحزب يفقد بريقه يوماً بعد يوم.