تقرير: المغرب يواصل توسيع قدراته في الطاقات المتجددة ويقترب من أهداف 2030

أكد تقرير حديث لمنصة “الطاقة” المتخصصة في شؤون الطاقة أن المغرب يواصل تحقيق تقدم ملحوظ في تطوير قدراته بمجال الطاقات المتجددة، مشيرة إلى أن سعة توليد الكهرباء من مصادر متجددة سجلت ارتفاعاً للسنة الخامسة على التوالي، بزيادة بلغت 270 ميغاواط خلال عام 2024، مدفوعة أساساً بالنمو في مشروعي طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.

 

ووفق المعطيات التي وفرتها وحدة أبحاث الطاقة التابعة للمنصة، ارتفعت السعة الإجمالية للطاقة المتجددة بالمملكة إلى 4.37 غيغاواط في 2024، بعدما كانت في حدود 4.1 غيغاواط في العام السابق. ويأتي هذا التطور ضمن جهود المغرب الحثيثة لتحقيق هدفه المتمثل في رفع مساهمة الطاقات المتجددة إلى 52% من إجمالي مزيج الكهرباء بحلول سنة 2030، بعدما بلغت حالياً نسبة 21.7%.

 

قفزة مرتقبة في الطاقة الشمسية

 

وأورد التقرير أن من المنتظر أن تشهد الطاقة الشمسية في المغرب تطوراً لافتاً في السنوات القليلة المقبلة، حيث يُتوقع أن تصل سعتها إلى 2.97 غيغاواط بحلول عام 2028، في إطار سيناريو متوسط يستهدف بلوغ 4 غيغاواط من الطاقة الشمسية مع نهاية العقد الحالي.

 

ويُنفذ المغرب مخططاً وطنياً لتوسيع إنتاج الطاقة المتجددة، يتم تفعيله عبر مراحل تدريجية حتى عام 2030، ويشمل تطوير تقنيات استغلال الطاقة الشمسية والرياح والمياه، مع التركيز على تنويع مصادر الطاقة وتحقيق السيادة الطاقية.

 

تطور تدريجي ومستمر منذ 2015

 

منذ سنة 2015، شهدت سعة الكهرباء المتجددة في المغرب ارتفاعاً إجمالياً قدره 2.068 غيغاواط، مع تسجيل استثناء في عام 2019 الذي لم يعرف أي تغيير في السعة. وكان عام 2018 أبرز السنوات من حيث الزيادة، حيث ارتفعت السعة حينها بـ733 ميغاواط، لتبلغ 3.27 غيغاواط، مقارنة بـ2.53 غيغاواط في 2017.

 

وفي المقابل، شهد عام 2022 أضعف زيادة في السعة بمقدار 87 ميغاواط فقط، فيما عادت وتيرة الارتفاع لتسجل تحسناً في العامين التاليين.

 

طاقة الرياح تتصدر المشهد

 

سجلت طاقة الرياح في المغرب طفرة خلال عام 2024، حيث ارتفعت قدرتها الإنتاجية إلى 2.128 غيغاواط، بعدما كانت 1.85 غيغاواط في العام السابق، لتتجاوز بذلك الطاقة الكهرومائية التي بقيت لعقود المصدر الرئيسي للكهرباء المتجددة في المملكة.

 

ورغم أن سعة الطاقة الكهرومائية ارتفعت هي الأخرى إلى 2.12 غيغاواط، بعدما استقرت عند 1.77 غيغاواط منذ 2015، فإن طاقة الرياح أصبحت المصدر المتجدد الأول من حيث المساهمة في توليد الكهرباء منذ عام 2023.

 

استقرار مؤقت في الطاقة الشمسية

 

أما بخصوص الطاقة الشمسية، فقد استقرت سعتها عند 934 ميغاواط خلال عام 2024، دون تغيير عن سنة 2023، إلا أن التوقعات تشير إلى انطلاقة جديدة في هذا المجال انطلاقاً من سنة 2025، وفق سيناريوهات مؤسسة “سولار باور يورو” التي ترصد تطورات الطاقة الشمسية في أوروبا وشمال إفريقيا.

 

وحسب هذه التوقعات، من المرتقب أن ترتفع السعة إلى 1.22 غيغاواط في 2025، ثم إلى 1.67 غيغاواط في 2026، وصولاً إلى 2.27 غيغاواط في 2027، قبل أن تبلغ 2.97 غيغاواط في 2028.

 

طموحات طاقية تتجاوز الإقليم

 

تؤكد هذه المؤشرات أن المغرب يمضي بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته كأحد أبرز رواد الطاقات المتجددة في إفريقيا والمنطقة العربية، خاصة مع ما يتمتع به من إمكانات طبيعية مهمة في مجالي الطاقة الشمسية والريحية، إلى جانب بنيات تحتية متطورة وشراكات دولية متعددة الأطراف.

 

وفي ظل تصاعد التحديات البيئية والطلب المتزايد على الكهرباء، يراهن المغرب على هذه المشاريع الاستراتيجية لتحقيق أمنه الطاقي وتقليص اعتماده على الاستيراد، إلى جانب المساهمة في الجهود الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية ومكافحة تغير المناخ.

 

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *