" من لاس بالماس...حركة صحراويون من أجل السلام سرعة جديدة في طريق الحل " . 

شهدت مدينة لاس بالماس الإسبانية انعقاد الندوة الدولية الثالثة للحوار والسلام حول قضية الصحراء، حيث شكل الحدث فرصة لتلاقي مختلف الآراء والأصوات التي تؤمن بإمكانية إنهاء النزاع الطويل بطريقة عادلة ومستدامة. ضمن هذا السياق، عبّر الحسن لحويدك، مسؤول المجتمع المدني لحركة صحراويون من أجل السلام بتنسيقية جهة الداخلة وادي الذهب، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث، مؤكداً أن الحركة تمثل بديلاً حقيقياً ومساراً واقعياً يسعى لجمع الشمل وإنهاء معاناة الصحراويين، بعيداً عن أي اتهامات أو مزايدات.

نداء لإيقاف معاناة سكان المخيمات

في كلمته خلال الندوة، سلط الحسن لحويدك الضوء على الوضع الإنساني المتردي في مخيمات تندوف، مشيراً إلى أن معاناة سكان هذه المخيمات باتت ورقة سياسية يتم استغلالها من طرف قيادات البوليساريو، في حين أن العالم كله يشهد أنهم مجرد ضحايا المتاجرة بمآسيهم. وأدان المتحدث بشدة استمرار تجنيد الأطفال في المخيمات، مؤكداً أن مكانهم الطبيعي ليس في جبهات القتال، بل في المدارس وبين أسرهم، حيث يمكنهم بناء مستقبلهم بحرية وكرامة.

كما شدد على أن مشروع حركة صحراويون من أجل السلام يسعى إلى كسر حالة الجمود التي طال أمدها، والعمل على مقاربة جديدة لحل النزاع في إطار أممي يراعي الواقع والمتغيرات الجيوسياسية، مشيراً إلى أن المنتظم الدولي بدأ يدرك أن الخطاب الواقعي والمتزن الذي تتبناه الحركة يمثل خطوة مهمة نحو حل نهائي وعادل.

مصداقية المشروع واستحسان دولي

أكد لحويدك أن الخطاب الذي تحمله حركة صحراويون من أجل السلام يحظى باستحسان متزايد داخل الأوساط الدولية، خاصة لكونه يطرح مبادرة سياسية متوازنة وحيادية، تهدف إلى طي صفحة الصراع نهائياً والانتقال إلى مرحلة جديدة، يكون فيها السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية عنوانًا لمستقبل الصحراء.

كما ندد بمواصلة قيادة البوليساريو فرض الهيمنة الفكرية والسياسية داخل المخيمات، حيث يسود منطق الحزب الواحد والصوت الواحد، في ظل تحكم النظام العسكري الجزائري في القرار السياسي لهذه الجبهة. وأشار إلى أن الحركة، رغم احترامها للشعب الجزائري الشقيق، فإنها ترفض التدخلات التي تؤدي إلى استمرار المعاناة الإنسانية، داعياً إلى منح الصحراويين فرصة تقرير مستقبلهم في مناخ من الحرية والديمقراطية.

مطالبة بإشراك الحركة في الحل الأممي

من أبرز النقاط التي ركزت عليها الندوة، والتي شدد عليها الحسن لحويدك، هو ضرورة إشراك حركة صحراويون من أجل السلام في المفاوضات والموائد المستديرة التي تشرف عليها الأمم المتحدة، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2756 الصادر في 31 أكتوبر 2024.

واعتبر أن إقصاء الحركة من هذه العملية لن يكون سوى استمرار لنهج الإقصاء والتجاهل الذي ساهم في تعقيد الأزمة لسنوات طويلة، مضيفاً أن للحركة الحق الكامل في تمثيل الصحراويين الذين يؤمنون بالسلام وليس بالحرب، ويرون في مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وضمن ضمانات دولية، حلاً عملياً وعادلاً يحفظ حقوق الجميع وينهي معاناة استمرت لما يقارب نصف قرن.

"كفى من الجمود.. آن الأوان للحل"

في ختام كلمته، وجه لحويدك نداءً صريحاً لقيادة البوليساريو للتوقف عن العناد السياسي الذي لا يخدم إلا استمرار الأوضاع المأساوية داخل المخيمات. كما دعا إلى توحيد الجهود من أجل بناء مستقبل يسوده السلام والكرامة، مؤكداً أن حركة صحراويون من أجل السلام تمثل اليوم صوتاً حقيقياً للعقلانية والواقعية، بعيداً عن الشعارات القديمة التي لم تفرز سوى الألم والمعاناة.

وختم حديثه بحكمة صينية قائلاً:
"عوض أن تضيّع وقتك في لعن الظلام، أشعل شمعة"… مؤكداً أن حركة صحراويون من أجل السلام تسعى لإشعال شمعة الأمل والسلام، لإنهاء معاناة إنسانية استمرت نصف قرن، وآن لها أن تُطوى إلى الأبد.

"في بلد المغرب.. متسع للجميع"

بهذه العبارة ختم لحويدك حديثه، مؤكدًا أن المستقبل يكمن في التعايش والتوافق، لا في الانقسام والصراع، داعياً جميع الصحراويين إلى الانخراط في الدينامية التنموية التي تعرفها المملكة المغربية، حيث تتسع رقعة السلام والنماء للجميع، بعيداً عن أوهام الحرب والسياسة العدائية.