مسؤول بلجيكي: التعامل مع الجانب الديني في مكافحة الإرهاب بالمغرب تم بذكاء وعمق

أكد العميد الإقليمي والمستشار الاستراتيجي لدى قائد جهاز شرطة بروكسيل، سعد العمراني، أن المغرب طور خبرة “فريدة ومميزة” في مكافحة الإرهاب.

وأوضح المسؤول الأمني البلجيكي والخبير الدولي في السياسات الأمنية أن “المقاربة المغربية في مكافحة الإرهاب تعد بلا شك من أكثر المقاربات فاعلية على مستوى العالم، حيث تقوم على توازن دقيق بين الأركان القضائية والاجتماعية والدينية”.

وفي معرض تعليقه على إحباط أجهزة الأمن المغربية لمخطط إرهابي بالغ الخطورة كان يستهدف المملكة، بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي، أبرز العمراني خصوصية النموذج المغربي في مجال مكافحة الإرهاب.

وأشار الخبير إلى أنه، على عكس بعض الدول، تم التعامل مع الجانب الديني في مكافحة الإرهاب في المغرب “بذكاء وعمق”، مسجلا في هذا السياق دور مؤسسة إمارة المؤمنين باعتبارها “أساس الأمة في مواجهة هذا التحدي”.

وأكد المسؤول الأمني أن المغرب تمكن من تطوير معرفة دقيقة بحركات الإرهاب وقدرة تحليلية مميزة، مشيرا إلى أن “جمع المعلومات ومعالجتها ومشاركتها تشكل عناصر حاسمة في هذا النوع من المقاربات”.

وأردف قائلا: “لقد نجحت الأجهزة المغربية ببراعة في مواجهة تحدي مشاركة المعلومات، الأمر الذي يحقق نتائج ملموسة”.

وأضاف العمراني أنه “بفضل خبرته الفريدة والمميزة، من الضروري أن يتمكن المغرب من مشاركة الدروس المستخلصة من نموذجه مع دول أخرى، خاصة الأوروبية”.

وفي تطرقه إلى الخطر الذي تشكله حركات الإرهاب في الساحل، أوضح الخبير الدولي أن “المغرب يوجد، بسبب موقعه الجغرافي، في الصف الأول في مواجهة هذه المخاطر”، مذكرا بأنه وفقا لمؤشر الإرهاب العالمي تُرتكب 48 بالمائة من الهجمات الإرهابية في العالم في منطقة الساحل.

وأكد أن “العرض الأيديولوجي الراديكالي لا يزال قائما، فهو الوسيلة الأساسية التي، إلى جانب عوامل أخرى، تدعم الحركات الإرهابية وتمكنها من الانتشار في مسارح عملياتية مختلفة”.

واختتم المسؤول الأمني البلجيكي قائلا: “يجب علينا أن نظل يقظين وسريعين في تعاملنا مع هذه التهديدات”.

والأربعاء الفارط، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة كان يستهدف المغرب، بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي.

وذكر بلاغ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني أنه تم تنفيذ هذه العملية الأمنية، بشكل متزامن، في مدن العيون والدار البيضاء وفاس وتاونات وطنجة وأزمور وجرسيف وولاد تايمة وتامسنة بضواحي الرباط، وأسفرت عن توقيف 12 متطرفا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 سنة، بايعوا تنظيم “داعش” الإرهابي وانخرطوا في الإعداد والتنسيق لتنفيذ مشاريع إرهابية خطيرة.

وأوضح أن تنفيذ عمليات التدخل والاقتحام أشرفت عليها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، التي قامت بتطبيق بروتوكول الأمن الخاص بالتهديدات الإرهابية الخطيرة، حيث نشرت فرق القناصة في مختلف أماكن التدخل لتحييد جميع المخاطر وأشكال المقاومة العنيفة المحتملة، وسخرت فرق الاقتحام بواسطة التسلق، كما استعانت بتقنيي الكشف عن المتفجرات وفرق الكلاب المدربة للشرطة المتخصصة في مسح وتمشيط مسارح الجريمة، التي يشتبه في احتوائها على مواد ناسفة وأجسام متفجرة.

وبالتزامن مع ذلك، يضيف البلاغ، قامت شرطيات وشرطيين من المكتب المركزي للأبحاث القضائية بإجلاء سكان الشقق القريبة من أماكن التدخل، ضمانا لسلامتهم وتوطيدا لأمنهم، وذلك كإجراء وقائي لتفادي كل المخاطر والتهديدات التي قد تحدق بهم .

وم ع

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *