تداعيات تجميد المساعدات الأمريكية: كارثة تهدد المنظمات المغربية والمستفيدين

شكل الأسبوع الماضي مفاجأة الصادمة، حيث تعليق المساعدات الأمريكية الدولية، والذي أصدره مؤخراً دونالد ترامب، وسيكون له عواقب مدمرة.

رغم استمرار الغموض حول مصير البرامج بالمغرب، فإن بعض التمويلات تثير قلقاً أكبر من غيرها. يتعلق الأمر بالتمويلات بأثر رجعي، والتي من شأنها أن تغرق المنظمات غير الحكومية والجمعيات المحلية ومئات المستفيدين في ديون ثقيلة.

مصادر إعلامية كشفت أن عدة برامج دعم جمعوية تعيش حالة من الغموض منذ تعليق المساعدات الأمريكية الدولية في 24 يناير، في انتظار إعادة تقييم توافق برامج المساعدة مع السياسة الخارجية الأمريكية.

هذه البرامج، الممولة بشكل رئيسي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والجهاز الأمريكي الرئيسي لإدارة برامج المساعدة، معظمها متوقف منذ التجميد، وفقاً لجمعيات استطلعتها وسائل إعلام.

شكّل تعليق المساعدات الأمريكية الدولية، الذي أصدره دونالد ترامب مؤخراً، صدمة كبيرة للمشهد التنموي بالمغرب، مهدداً بإحداث تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة.

تفاصيل الأزمة

تواجه العديد من المنظمات غير الحكومية والجمعيات المحلية خطراً وجودياً بعد تجميد التمويلات الأمريكية، خاصة تلك المتعلقة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). يكمن الخطر الأكبر في التمويلات بأثر رجعي التي قد تغرق المنظمات في دوامة من الديون، و أكثر البرامج عرضة للتهديد تشمل:

  • برامج تنظيم الأسرة
  • برامج الحقوق الإنجابية للمرأة
  • مبادرات المساواة بين الجنسين
  • برامج الإدماج الاجتماعي
  • المشاريع البيئية والمناخية

قصص إنسانية مؤثرة

يعد برنامج التنمية الاجتماعية المدمجة (DSI) أحد أبرز البرامج المتضررة، والذي يستهدف النساء والأشخاص ذوي الإعاقة والشباب في منطقة مراكش- آسفي.

إحدى الجمعيات المحلية كشفت تفاصيل صادمة:

  • 95 امرأة استثمرن 3000 درهم من أموالهن الخاصة لإطلاق تعاونيات
  • تم تحمل نفقات إدارية ومحاسبية باهظة
  • العديد من المشاركين اضطروا لأخذ قروض شخصية

المخاطر المستقبلية

يتلخص الخطر الرئيسي في:

  • احتمال عدم استرداد النفقات المتكبدة
  • تعريض المشاركين لسجل ائتماني سيء
  • منعهم من الحصول على قروض مستقبلية
  • احتمال مصادرة ممتلكاتهم الشخصية

عبرت إحدى المنظمات عن مخاوفها قائلة: "من غير المعقول أن تكون برامج تهدف لمحاربة الفقر قد تخلق في الواقع المزيد من الفقر بين السكان المحليين".

يبدو أن قرار تجميد المساعدات الأمريكية سيكون له تأثير مدمر على المجتمعات الهشة، خاصة النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، محولاً برامج التنمية من أداة للتمكين إلى مصدر للمعاناة.