طالب مهنيون زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، بالتدخل للتحقيق في دوافع وخلفيات استغلال اسمها في لقاءات نقابية، احتضنتها مقاه ومجالس خاصة، ووقف ما أسموه “استغلال مشروع ملكي، يتمثل في “دار البحار”، لتحقيق مصالح شخصية ونقابية”.
وتوصلت “الصباح” برسالة من عدد من المهنيين يتحدثون فيها عن موظف نقابي متفرغ يقدم وعودا للبحارة باسم كاتبة الدولة، آخرها في الداخلة، ما أثار “احتقانا وفتنا بين المهنيين في قطاع الصيد التقليدي بالمنطقة”، إضافة إلى طرح تساؤلات كبيرة حول دور هذا الموظف النقابي وطبيعة “التفرغ” الذي يتمتع به.
وتساءل المهنيون أنفسهم عن معنى “التفرغ للعمل النقابي”، هل هو من أجل الدفاع عن مصالح الموظفين، أم عن بحارة الصيد في أعالي البحار، والصيد الساحلي، والصيد التقليدي؟ أم أن هذا التفرغ أصبح وسيلة لإثارة المشاكل بين الإدارة والمهنيين والدخول في معارك جانبية؟
يذكر أن “الصباح” تلقت اتصالا هاتفيا من مجهول، ادعى أنه موظف متفرغ، رافضا الكشف عن هويته، وعاتبها على نشر وقائع اعتبرها كاذبة، مهددا باللجوء إلى القضاء، قبل أن يؤكد في الاتصال ذاته، أنه الموظف المقصود، لكنه امتنع عن الإدلاء باسمه.
وحسب معلومات “الصباح”، فإن التفرغ النقابي بقطاع الصيد البحري أصبح مهنة جديدة، إذ يتقاضى أحدهم راتبا شهريا قدره 5000 درهم من “دار البحار”، بالإضافة إلى استغلال مرافقها، علما أن الدار، التي شيدت في محيط ميناء أكادير، تشكل فضاء للدعم الاجتماعي والتوجيه لفائدة البحارة، وهدفها تمكين البحارة من الولوج إلى الخدمات الصحية والعلاجات.
من جهتها، وجهت النقابة الوطنية لضباط وبحارة الصيد بأعالي البحار، رسالة احتجاج إلى الكاتب العام لقطاع الصيد البحري، حول ما أسمته “الاستغلال النقابي لـ “دار البحار” بأكادير، من قبل مديرها”، إذ نددت بما آلت إليه الأوضاع داخل المؤسسة، التي “باتت تحت رحمة استغلال واضح وممنهج من قبل مديرها، الذي يشغل منصبا نقابيا”، حسب النقابة نفسها.
وأشارت الرسالة إلى أن المسؤول، وعوض خدمة المؤسسة وفقا للغايات النبيلة التي أنشئت من أجلها، سعى إلى تسخير منصبه لـ “استغلال هشاشة البحارة لتحقيق مصالح نقابية وشخصية ضيقة، بتواطؤ مع جهة مهنية معروفة”، على حد تعبير رسالة النقابة.
وقالت الرسالة نفسها إن “هذا الوضع يتنافى مع كل القوانين والأعراف المهنية والأخلاقية، فمؤسسة “دار البحار”، التي أنشئت بأموال عمومية وتشرفت بالتدشين الملكي، وجدت لتكون سندا لفئة اجتماعية هشة، لا أداة لتكريس المصالح النقابية الشخصية أو استغلال هشاشة البحارة لتحقيق مكاسب مهنية وانتخابوية”، ما يفرغ المؤسسة من محتواها الحقيقي وغاياتها.
وهددت النقابة الوطنية لضباط وبحارة الصيد بأعالي البحار بـ “اتخاذ خطوات أخرى للدفاع عن مصالح البحارة وحماية هذه المؤسسة ومرتفقيها من الاستغلال والابتزاز”
عن يومية الصباح.