أحزاب المعارضة تشيد بالخطاب الملكي وتؤكد على ضرورة الدبلوماسية الموازية
أشادت أحزاب المعارضة البرلمانية بما جاء في الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، أمس الجمعة، أمام نواب ونائبات الأمة بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة، مبرزة أن ما جاء في نص الخطاب الملكي بخصوص ضرورة أن ينتقي مجلس النواب الوفود التي ستمثله، وفقاً لمبدأ الكفاءة والاختصاص، “يقطع الطريق على المحاباة ومنطق الولاء”.
رشيد حموني:الخطاب الملكي دعا إلى تفعيل الدبلوماسية الموازية لحماية المكتسبات والانتصارات التي حققها المغرب
أكد رشيد حموني، رئيس الفريق النيابي للتقدم والاشتراكية، أن الخطاب الملكي دعا إلى تفعيل الدبلوماسية الموازية لحماية المكتسبات والانتصارات التي حققها المغرب، والتصدي للإشاعات التي يروجها الخصوم، كما شدد على أهمية دور البرلمان في مواكبة هذه الانتصارات من خلال تكوين مستمر للبرلمانيين وتعزيز التعاون مع وزارة الخارجية، داعيا إلى الحضور الفعّال في المحافل واللقاءات، بما في ذلك المؤتمرات الحزبية، من أجل إنهاء النزاع المفتعل حول القضية الوطنية.
وقال حموني إن “الاعترافات المتراكمة لدول أخرى جعلت الخصوم يروجون الإشاعات والأكاذيب. لقد أصيبوا بالسعار وعبروا عن ذلك في مختلف المحافل الدولية”، مشيراً إلى أن “الملك دعا البرلمانيين إلى القيام بدورهم في جميع الملتقيات، كما يجب على الأحزاب السياسية أن تقوم بدورها في علاقتها مع تنظيمات تتبنى المرجعية نفسها من أجل التحسيس أكثر بهذه القضية، والخروج من هذا النزاع الإقليمي المفتعل”.
وبشأن الحاجة إلى تكوين البرلمانيين للدفاع أكثر عن القضية الوطنية الأولى، رد بأن “البرلمان يمثل الشعب، ولديه علاقات صداقة مع الجمعيات الوطنية لدول أخرى، وهناك شراكة مع رئيس الحكومة ووزارة الشؤون الخارجية، ويجب أن يكون هناك تكوين دوري، وهذا مهم للمستقبل. الأمر يحتاج إلى تحديث المعطيات، ويجب أن يحصل البرلمانيون على المعلومات الكافية من أجل الرد على جميع الإشاعات التي يُروّجُ لها”.
سعيد بعزيز:الملك في هذا الخطاب “وضع القضية الوطنية في إطارها التاريخي
سعيد بعزيز، النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، أبرز أن الملك في هذا الخطاب “وضع القضية الوطنية في إطارها التاريخي، وانتقالها من مجرد تدبير إلى تغيير حقيقي على مستوى الأقاليم الجنوبية”، مشيرا إلى أنه “أكد أيضاً على ضرورة الحذر والاستباقية في التعاطي مع قضيتنا الوطنية، كما وجه خطابه بشكل مباشر إلى الأحزاب السياسية والبرلمان على أساس الاشتغال على ما تبقى من الدول القليلة التي لم تعترف بعد بصحرائنا”.
وقال بعزيز، رئيس لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، إن “عاهل البلاد كان واضحاً فيما يخص البرلمان، من خلال ضرورة تكثيف الوفود والاشتغال في هذا المجال المتعلق بالدبلوماسية البرلمانية، وعلى ضرورة اختيار مكونات هذه الوفود بناءً على مبدأي الكفاءة والتخصص”، مشيراً إلى أنه “ليس كل الأشخاص لديهم هذه الكفاءة، وبالتالي فإن التوجيه واضح، ونحن في المعارضة نؤكد أن رئاسة المجلس ينبغي لها أن تأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى”.
وطالب بالقطع مع منطق الاختيار على أساس إرضاء أشخاص على حساب ملفات حساسة تتعلق بمصلحة الوطن. وتفاعلاً مع سؤال يهم تدبير الأمر على مستوى الفريق، قال بعزيز: “نحن في الاتحاد الاشتراكي لدينا من الكفاءة ما يكفي، وأعتقد أن السنتين والنصف السابقتين شهدتا عدة وفود ينتمي إليها أعضاء الفريق، وكان لهم صدى طيب في اشتغالهم، خاصة أن الحزب يعمل كواجهة برلمانية، لكن هناك علاقات أخرى مع أحزاب صديقة، خاصة فيما يتعلق بالأممية الاشتراكية والمنظمات الاشتراكية بشكل عام”.
فاطمة ياسين:خطاب الملك محمد السادس كان جد واضح وصريح بخصوص القضية الوطنية
وتفاعلا مع مضامين الخطاب الملكي، قالت فاطمة ياسين برلمانية عن حرب الحركة الشعبية، إن خطاب الملك محمد السادس كان جد واضح وصريح بخصوص القضية الوطنية، كما قدم فيه الشكر للدولة الفرنسية والرئيس الفرنسي على الاعتراف بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي.
فاطمة كشوتي:خطاب واضح جدا وطلب منا فيه أن نكون واعيين ويقظين حول قضية الصحراء المغربية
كما أكدت فاطمة كشوتي نائبة برلمانية عن حزب الحركة الشعبية أن الخطاب الملكي في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، هو “خطاب واضح جدا وطلب منا فيه أن نكون واعيين ويقظين حول قضية الصحراء المغربية، والعمل بشكل جيد على تطوير الدبلوماسية الموازية المغربية.
عبد الله بوانو:وجب تكاتف جميع المؤسسات الدستورية لتسليط الضوء على القضية الوطنية والتعريف به
في السياق ذاته، شدد عبد الله بوانوو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، على ضرورة تكاتف جميع المؤسسات الدستورية، بما في ذلك البرلمان، لتسليط الضوء على القضية الوطنية والتعريف بها، مسجلا أهمية التنسيق بين مجلس المستشارين ومجلس النواب بهذا الخصوص، ومشددا على ضرورة وجود كفاءات في الوفود البرلمانية، سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي، لدعم الدبلوماسية البرلمانية.
عبد الصمد حيكر:الدبلوماسية البرلمانية التي أشار إليها الملك لها أهمية لا غبار عليها
من جانبه أشار عبد الصمد حيكر، عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إلى أن “الدبلوماسية البرلمانية التي أشار إليها الملك لها أهمية لا غبار عليها، ويتعين أن تكون متكاملة مع الدبلوماسية الرسمية، ومنسجمة بين مجلسي البرلمان”، مشيرا إلى أن مجموعة “المصباح” بمجلس النواب تلقت بـ”إيجابية” كل الرسائل التي تحدث عنها الملك في موضوع الدبلوماسية البرلمانية، لاسيما تأكيده على ضرورة استمراريتها.
وعرج حيكر، على “ضرورة تحقيق الانسجام والتجانس بين ما يقوم به مجلسا النواب والمستشارين، الأمر الذي يتطلب ضرورة التنسيق الإيجابي والفعال بينهما”، مضيفاً أن “تركيز الملك على اعتماد شروط الكفاءة والتخصص والجدية في اختيار الوفود التي تقوم بمهمة الدبلوماسية البرلمانية يتضمن ضمنياً انتقاداً لبعض الممارسات التي نسمع عنها بين الفينة والأخرى، وضرورة القضاء عليها”.
وتابع قائلا: “أهمية الدبلوماسية البرلمانية واضحة، فكما أن الحكومة أو وزارة الشؤون الخارجية تتجه نحو رؤساء الدول والحكومات وتثمر اعترافات متتالية، كما تحقق منذ اعتلاء الملك العرش، فإن عمل الفاعل البرلماني والحزبي لا يقل أهمية”، مشيرا إلى أن “الدبلوماسية البرلمانية يمكنها أن تتيح فرص اللقاء بين الوفود، فالبرلمانات تمثل الشعوب، ويمكن أن تكون بوابة لتعزيز المجهودات الرسمية، وإقناع الآخرين بعدالة الطرح المغربي حول قضية صحرائنا وأقاليمنا الجنوبية”.